responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 261


على الموصل . وفيها في ذي القعدة بمكة توفي المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد العباسي وله ثلاث وستون سنة ، وكانت خلافته اثنين وعشرين سنة ، وكان ذا حزم وعزم ودهاء ورأي وشجاعة وعقل ، وفيه جبروت وظلم ، ولي بعده ولده المهدي ، ولما عزم المنصور على قتل أبي مسلم الخراساني صاحب الدعوة لبني العباس كتب إليه ابن عمه عيسى بن موسى :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا روية * فإن فساد الرأي أن تتعجلا وكتب إليه المنصور .
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة * فإن فساد الرأي أن تترددا ومن أخبار المنصور : ما رووا عن أبي بكر الهذلي الشاعر المشهور ، قال : قال لي المنصور : قد بلغت أربعين سنة وأريد الحج ، وأنا داخل على أبي العباس أكلمه أن يعينني على سفري ، يعني أخاه السفاح ، فأعني بالقول ، قال : قلت : افعل فلما دخل عليه ودخلت كلمه واستغنى عن كلامي ، فحج ، فما كان ببعض الطريق أتاه نعي أبي العباس ، فأقبل على كل صعب وسهل حتى أتى دار الخلافة فظفر بالأموال . قال الراوي فلما توفيت امرأة الهذلي المذكور ، وكانت أم ولده والقيمة في منزله ، وجد عليها ، فبلغ ذلك المنصور ، فأمر حاجبه الربيع أن يأتيه ويعزيه ويقول له : ان أمير المؤمنين متوجه إليك الليلة بجارية نفيسة لها أدب وطرب وهيئة ومعرفة تسليك عن امرأتك ، وتسد موضعها وتقوم بأمر منزلك ، ويأمر لك مع ذلك بفرش وكسوة ، قال : فلم يزل الهذلي يتوقع ذلك فلم يره ، ونسيه المنصور فلم يذكره ، ولم يذكره بذلك أحد ثم إن المنصور لما حج وكان الهذلي منه قال وهو بالمدينة الشريفة : إني أحب أن أطوف الليلة في المدينة ، فأنظروا إلي رجلا يعرف منازل أهل المدينة ومساكنها ورباعها وطرقها وأخبارها يكون معي فيعرفني ذلك ، فقالوا له : ما نعلم أحداً أعلم بذلك ولا أعرف به من أبي بكر الهذلي ، فأمره بالحضور ، فلما كان في الليل خرج المنصور على حمار يطوف في سكك المدينة وهو معه ، فجعل يسأله عن ربع ربع وسكة سكة وموضع وموضع فيخبره بمن هو ولمن كان ، يقص قصة الحال فيه حتى مر ببيت عاتكة ، فسأل عنه فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا بيت عاتكة

261

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست