responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 246


وجل أين أنا من معن ، فقال : دع هذا فوالله إني لأعرف منك بك ، قال : فلما رأيت منه الجد قلت له : هذا عقد جواهر قد حملته معي بأضعاف ما جعله المنصور لمن يأتيه بي فخذه ولا تكن سبباً في سفك دمي ، قال : هاته فأخرجته إليه ، فنظر إليه ساعة وقال : صدقت في قيمته ، ولست قابله حتى أسألك عن شيء فإن صدقتني أطلقتك ، فقلت قل قال : إن الناس قد وصفوك بالجود فأخبرني هل وهبت مالك كله قط ؟ قلت : لا قال : فنصفه ؟ قلت لا . قال : فثلثه ؟ قلت : لا حتى بلغ العشر فاستحييت وقلت أظن أني قد فعلت هذا ، فقال ما ذاك بعظيم أنا والله رجل ورزقي من المنصور كل شهر عشرون درهماً ، وهذا الجوهر قيمته ألوف دنانير ، وقد وهبته لك ، ووهبتك لنفسك ولجودك المأثور بين الناس ، ولتعلم أن في الدنيا أجود منك فلا تعجبك نفسك ، ولتحتقر بعد ذلك كل شيء تفعله ولا تتوقف عن مكرمة ، ثم رمى العقد في حجري وترك خطام البعير وولى منصرفاً ، فقلت له : يا هذا قد والله نصحتني ، ولسفك دمي أهون علي مما فعلت ، فخذ ما دفعته لك فأني عنه غني ، فضحك وقال أردت أن تكذبني في مقالتي هذه فوالله لا آخذ به ولا آخذ بمعروف ثمناً أبداً ومضى لسبيله . قال : فوالله لقد طلبت بعد أن أمنت ، وبذلت لمن يجيء به ما شاء ، فما عرفت له خبراً وكأن الأرض ابتلعته ، وإنما كان معن خائفاً من المنصور لأنه كان في أيام بني أمية منتقلاً في ولايتهم موالياً لابن هبيرة ، فلما انتقلت الدولة إلى بني العباس قاتل معن مع ابن هبيرة المنصور ، فلما قتل ابن هبيرة خاف معن من المنصور فاستتر عنه ، قال الراوي ولم يزل معن مستتراً حتى كان يوم الهاشمية ، وهو يوم مشهور ثار فيه جماعة من أهل خراسان على المنصور ، ووثبوا عليه وجرت مقتلة بينهم وبين أصحاب المنصور بالهاشمية التي بناها السفاح بالقرب من الكوفة ، وقد تقدم ذلك في سنة احدى وأربعين وكان معن متوارياً بالقرب منهم ، فخرج متنكراً معتماً ملثماً ، وتقدم إلى القوم وقاتل قتالأ بان فيه عن نجدة وشهامة ، وفرقهم ، فلما أفرج عن المنصور قال له من أنت ويحك فكشف لثامه وقال : أنا طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة ، فأمنه المنصور وأكرمه وحباه وكساه وزينه ، أو قال : و رتبه وصار من خواصه . ثم دخل بعد ذلك عليه في بعض الأيام ، فلما نظر إليه قال : هيه يا معن تعطي مروان ابن أبي حفصة مائة ألف درهم على قوله :
معن بن زائدة الذي زيدت به * شرفاً على شرف بنو شيبان فقلت : كلا يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على قوله في هذه القصيدة :
ما زلت يوم الهاشمية معلناً * بالسيف دون خليفة الرحمن

246

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست