responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 199


ورددته عن حاجته ، وهو مع هذا شاعر لا آمن لسانه ، فلما أصبح سأل عنه ، فأخبر بانصرافه . فقال : لا جرم ليعلم أن الرزق يأتيه ثم دعا بمولى له وأعطاه الذي دينار ، وقال له : الحق بهذا عروة بن أذينة فأعطه إياها . قال : فلم أدركه إلا وقد دخل في بيته ، فقرعت عليه الباب فخرج فأعطيته المال ، فقال أبلغ أمير المؤمنين السلام وقل له : كيف رأيت قولي ؟ سعيت فاكذبت ورجعت إلى بيتي فأتاني فيه الرزق ، وهذه الحكاية وإن كانت دخيلة ليست مما نحن فيه لكن حديث عروة ساقها . ولبعض الشعراء وهو محمد بن إدريس الأندلسي في معنى هذين البيتين وأحسن فيه .
مثل الرزق الذي تطلبه * مثل الظل الذي يمشي معك أنت لا تدركه متبعاً * فإذا وليت عنه تبعك وتوفيت سكينة بالمدينة الشريفة رحمها الله تعالى . قلت : هكذا ذكر موتها بالمدينة في كل تاريخ ، وقفت عليه خلاف ما يقوله العامة من أنها مدفونة خارج مكة في القبة التي في الزاهر في طريق العمرة . وفي السنة المذكورة توفي ذو الرمة أبو الحارث غيلان بن عقبة الشاعر المشهور أحد فحول الشعراء ، ويقال إنه كان ينشد شعره في سوق الإبل ، فجاء الفرزدق فوقف عليه وسمعه ، فقال ذو الرمة : كيف ترى ما تسمع يا أبا فراس ؟ فقال : ما أحسن ما تقول : قال : فما لي لا أذكر مع الفحول ؟ قال قصرتك عن غايتهم بكاؤك في الدمن ووصفك للأباعر والعطن . وهو أحد عشاق العرب المشهورين بذلك ومعشوقته مية ابنة مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقري الذي قال فيه الشاعر يرثيه :
وما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما والذي مدحه الأحنف بن قيس بالحلم كما تقدم ، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " هذا سيد أهل الوبر " لما قدم عليه في وفد بني تميم ، وهو أول من وأد البنات غيرة وانفة ، وكان ذو الرمة كثير التشبيب بمية المذكورة في شعره وإياها عني أبو تمام الطائي بقوله في قصيدة له :
ما ربع مية معمورا يطوف به * غيلان أبهى ربى من ربعها الخرب وقال ابن قتيبة في طبقات الشعراء : قال أبو ضرار الغنوي ، رأيت مية وإذا معها بنون

199

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست