إن أمكنني الله منه لأفعلن به ولأصنعن ، فلما أمكنه الله منه هم بإيقاع الفعل به ، فقام إليه رجاء بن حيوة المذكور ، وقال : يا أمير المؤمنين ، قد صنع الله لك ما أحببت ، فاصنع ما يحب الله من العفو ، فعفا عنه وأحسن إليه ، وقد تقدم أنه هو الذي أشار على سليمان بن عبد الملك في مرض موته أن يجعل ولي العهد بعده عمر بن عبد العزيز ، ففعل ، وكتب ذلك في كتاب ثم ختمه ، وجمع الناس وأمرهم أن يبايعوا المذكور في باطن الكتاب فبايعوا وهم لا يدرون من فيه ، ثم كذلك لما مات سليمان جمع الناس قبل أن يعلموا بموته فقال لهم أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب فبايعوا ، ثم قال لهم أعظم الله أجركم في أمير المؤمنين ، ثم فتحوا الكتاب فعرفوا أن المبايع فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ، كل ذلك بإشارة رجاء بن حيوة ونصيحته وتوفيقه للصواب وهدايته ، رحمة الله تعالى . وفيها توفي القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي الفقيه . قال أبو إسحاق الحواني : كان خياراً فاضلاً ، أدرك أربعين من المهاجرين والأنصار . وفيها توفي طلحة بن مصرف الهمداني الكوفي ، وكان يسمى سيد القراء . وقال فيها أبو معشر : ما يرى بعده مثله . < فهرس الموضوعات > سنة ثلاث عشرة ومائة < / فهرس الموضوعات > سنة ثلاث عشرة ومائة فيها توفي فقيه الشام أبو عبد الله مكحول مولى بني هذيل ، سمع من طائفة من الصحابة ، وأرسل عن طائفة منهم ، قال أبو حاتم : ما أعلم بالشام أفقه من مكحول . وقال سعيد بن عبد العزيز : أعطوا مكحولاً عشرة آلاف دينار ، وكان يعطي الرجل خمسين وقال الزهري : العلماء أربعة سعيد بن المسيب بالمدينة ، والشعبي بالكوفة ، والحسن بالبصرة ، ومكحول بالشام . ولم يكن في زمنه أبصر منه بالفتيا ، وكان لا يفتي حتى يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب . وفيها وقيل في العام القابل توفي أبو إياس معاوية بن قرة المزني المصري ، وفيها توفي في شهر بن حوشب . < فهرس الموضوعات > سنة أربع عشرة ومائة < / فهرس الموضوعات > سنة أربع عشرة ومائة فيها توفي فقيه الحجاز ذو الأوصاف الملاح الإمام أبو محمد عطاء بن أبي رباح