responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 150


و هو صائم ، ومما اشتهر عنه أنه قطعت رجله وهو في الصلاة لآكلة وقعت بها ولم تشعر بذلك . وقال الإمام الزهري : رأيت عروة بحراً لا ينزف ، ويروى بحراً لا تكدره الدلا ، وهذه السنة تسمى سنة الفقهاء ، لأنه مات فيها جماعة منهم ، وإنما قيل الفقهاء السبعة لأنهم كانوا بالمدينة في عصر واحد . ومنهم انتشر العلم والفتيا . وقيل لأن الفتوى بعد الصحابة صارت إليهم وشهروا بها ، وسيأتي ذكر كل واحد منهم في موضعه ، وقد جمعهم لعض العلماء في بيتين فقال :
ألا كل من لا يقتدى بأئمة * فقسمته ضيزى عن الحق خارجه وخذهم عبيد الله عروة قاسم * سعيد أبو بكر سليمان خارجه وكان في عصرهم جماعة من العلماء التابعين مثل سالم بن عبد الله بن عمر وأمثاله ، ولكن الفتوى لم يكن إلا لهؤلاء السبعة ، هكذا قال الحافظ السلفي . ووالدا عروة كلاهما ذو الجلالة والقدر ، فأبوه الزبير بن العوام الصحابي أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، رضي الله عنهم ابن صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وعروة شقيق أخيه عبد الله الزبير بخلاف أخيهما مصعب فإن أمه أخرى سمع عروة من خالته عائشة رضي الله عنها . وروى عنه ابن شهاب الزهري وغيره ، وكان عالماً صالحاً ولما قطعت رجله من الأكلة لم يشعر الوليد بن عبد الملك بقطعها ، وهو حاضر عنده لعدم تحركه حتى كويت ، فوجد رائحة الكي على ما ذكر ابن قتيبة . قال : ولم يترك ورده تلك الليلة ، وعاش بعد قطع رجله ثماني سنين ولما قتل أخوه عبد الله قال لعبد الملك بن مروان : أريد أن تعطيني سيف أخي . فقال : هو بين السيوف ولا أميزه فقال عروة : إذا حضرت السيوف فأنا أميزه فأمر عبد الملك باحضارها ، فلما حضرت أخذ عروة منها سيفاً مقلل الحد ، وقال : هذا سيف أخي . فقال عبد الملك : كنت تعرفه قبل الآن ؟ فقال : لا فقال : كيف عرفته ؟ فقال : بقول النابغة الذبياني :
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * بهن فلول من قراع الكتائب وعروة هو الذي احتفر البير المسماة ببير عروة في المدينة الشريفة ، وليس فيها بير

150

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست