ومن شعر عمر المذكور : أي طيف من الأحبة زارا * بعدما صرى الكرى السمارا ؟ طارقاً في المنام تحت دجى الليل * ضنيناً بأن يزور نهارا قلت ما بالنا خفينا وكنا * قبل ذاك الأسماع والأبصارا ؟ قال ما كنا عهدنا ولكن * شغل الحلي أهل أن يعارا قلت ومن شعره أيضاً : ما ذكره الفقهاء في كتب الفقه في قتال المشركين مستشهدين به على كون المرأة لا تقتل ، أعني قوله : إن من أكبر الكبائر عندي * قتل بيضاء جوده عيطول كتب القتل والقتال علينا * وعلى الغانيات جر الذيول وكانت ولادته في الليلة التي قتل فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ، وكان الحسن البصري رحمه الله يقول : إذا ذكرت الليلة التي قتل فيها عمر وولد فيها عمر أي حق رفع وأي باطل وضع ، وكان جده أبو ربيعة يلقب ذا الرمحين ، وكان أبوه عبد الله أخا أبي جهل بن هشام المخزومي . قلت ومما يحكى من ذكائه وخلاعته والله أعلم بكذب ذلك وصحته أنه أتته امرأة وقالت له أن امرأة تريد مسامرتك ، وكان ذلك بالليل ، فقام معها ، فغطت عينيه بشيء شدته عليهما حتى لا يعرف البيت الذي يدخل ولا المرأة التي أرادت أن تسمع كلامه ، وكانت ذوات المناصب ، فأخذ حناه وقيل زعفراناً وعجنه وحمله بيده ، فلما وصلت به إلى باب الدار التي المرأة فيها لطخ خارج الباب بالحناء ثم دخل ، فبات يتحدث معها وينشدها الأشعار إلى ما شاء الله من الليل ، ثم خرج ، فلما أصبح قال لغلامه : اذهب وطف بالشوارع وتصفح الأبواب وانظر أي باب فيه حناء أو قال زعفران ، وطاف الغلام حتى وجد الباب المذكور فأعلمه بذلك الباب وذكروا لمن هو ، ولكني أكره أن أعين ذلك ، وكان موته بحرق ، غزا في البحر فأحرقت السفينة فاحترق وعمره مقدار سبعين ، وقيل ثمانين سنة وتوفي أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي مولاهم البصري المقري المفسر وقد دخل على أبي بكر وقرأ القرآن على أبي . قال أبو العالية : كان ابن عباس يرفعني على السرير وقريش أسفل ، وقال أبو بكر بن أبي داود : ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير .