وعشرين ، وكان نخله يثمر في السنة مرتين . وتوفي فيها بلال بن أبي الدرداء روى عن أبيه ، وقد ولي امرة دمشق . وأبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي الفقيه بالبصرة . قال ابن عباس : لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول أبي الشعثاء لأوسعهم علماً عما في كتاب الله عز وجل . وفيها توفي أبو الخطاب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة القرشي المخزومي الشاعر المشهور ، قيل لم يكن في قريش أشعر منه ، وهو كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة ، وله في ذلك حكايات مشهورة ، وكان يتغزل في شعره بالثريا ابنة علي بن عبد الله ابن الحارث بن أمية بن عبد شمس الأموية : قال السهيلي في الروض الأنق : وجدتها قتيلة بضم القاف وفتح المثناة من فوق وتسكين المثناة من تحت ابنة النضر بن الحارث التي أنشدت عقب وقعة بدر الأبيات التي من جملتها . ظلت يهوف بني أمية يبسة * لله أرحام هناك تمزق أمحمد ولأنت نجل نجيبة * من قومها والفحل فحل معرق ما كان ضرك لو مننت وربما * من الفتى وهو المغيظ المخنق فالنضر أقرب من تركت وصيلة * وأحقهم إن كان عتق يعتق ويروى فالنضر أقرب أن أردت قرابة . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : " لو سمعت شعرها قبل أن أقتله لما قتلته " . قلت وهذا مما احتج به للقول الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان له أن يجتهد في الأحكام ، وكان النضر المذكور شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكان من جملة أسارى بدر ، فلما توجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبلغ الصفراء أمر علياً وقيل المقداد بن الأسود رضي الله تعالى عنه بقتله ، فقتله صبراً بين يديه ، وممن قتل معه عدو الله الآخر عتبة بن أبي معيط ، فقال يا محمد من للصبية ؟ فقال صلى عليه وآله وسلم : " النار " . وكانت الثريا المذكورة موصوفة بالجمال ، فتزوجها سهل بن عبد الرحمن بن عوف الزهري ، ونقلها إلى مصر ، وكان عمر المذكور يضرب المثل في زواجه بالثريا وسهيل النجمين المعروفين في هذين البيتين المشهورين . أيها المنكح الثريا سهيلاً * عمرك الله كيف يلتقيان ؟ هي شامية إذا ما استقلت * وسهيل إذا استقل يمان