responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 96


عنه : فإنكم ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم معشر اليهود يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة . ثم بعد وفاة علي بويع لابنه الحسن رضي الله عنهما ، وتمت بخلافته ثلاثون سنة ، وتحقق ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكاً " الحديث .
سنة إحدى وأربعين في ربيع الآخر منها سار أمير المؤمنين الحسن بن علي في جيوشه ، وسار معاوية في جيوشه ، يقصد كل منهما صاحبه للقتال ، فالتقوا في ناحية الأنبار فوفق الله تعالى الحسن لحقن الدماء . والتحقيق بما أشار إليه جده المطلع على الأنباء صلى الله عليه وآله وسلم : " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين " . فصالح معاوية ، فأخرج نفسه عن أمر الخلافة بعد أن شرط عليه شروطاً ، وبرز بين الصفين ، وقال : اني قد اخترت ما عند الله وتركت هذا الأمر لك ، فإن كان لي فقد تركته لله ، وإن كان لك فما ينبغي لي أن أنازعك ، فكبر الناس واختلطوا في تلك الساعة وسميت تلك السنة سنة الجماعة . فقيل له : يا مذل المؤمنين فقال : بل أنا معز المؤمنين . هكذا نقل بعض أهل العالم . وروينا في صحيح البخاري عن الحسن البصري قال : سمعت أبا موسى يقول : استقبل والله الحسن بن علي إلى معاوية بكتائب أمثال الجبال ، فقال عمرو بن العاص : إني لأرى كتائب لا تتولى حتى تقتل أقرانها ، فقال معاوية : وكان والله خير الرجلين ، أي عمر وإن قتل هؤلاء هؤلاء ، وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين من لي بنسائهم ؟ من لي بضعفتهم ؟ فبعث معاوية رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الله بن سمرة وعبد الله بن عامر ، فقال : اذهبوا إلى هذا الرجل فاعرضوا عليه ، وقولا له واطلبا إليه ، فأتيا فدخلا عليه وتكلما ، فقالا له وتطلبا إليه فقال الحسن بن علي : انا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال ، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا فإنه يعرض كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك ، قال : فمن لي بهذا ؟ قالا : نحن لك به . فما سألهما شيئاً إلا قالا نحن لك به فصالحه . قال الحسن : ولقد سمعت أبا بكرة يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه ، وهو يقبل على الناس تارة وعليه أخرى ، ويقول : " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين " . قلت فهذا الحديث الصحيح كما نرى . ورووا في التواريخ : ان أهل العراق بايعوا الحسن ، وسار بهم نحو الشام وجعل على مقدمته قيس بن

96

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست