responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 279


سنة سبعين ومائة وفيها توفي الخليفة الهادي موسى بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله ، قيل مات من قرحة أصابته ، وقيل قتلته أمه الخيزران لما هم بقتل أخيه هارون الرشيد . وفيها توفي أبو النضر جرير بن حازم الأزدي البصري ، أحد فصحاء البصرة ومحدثيها ، روى عن الحسن والكبار . وفيها توفي أبو معشر السندي صاحب المغازي والأخبار ، وفيها مات كاتب المهدي ووزيره معاوية بن عبد الله ، وكان من خيار الوزراء ، صاحب علم وفضل وعبادة وصدقات . وفيها توفي الربيع بن يونس حاجب المنصور ، كان كثير الميل إليه ، حسن الاعتماد عليه ، فقال له يوماً : يا ربيع سل حاجتك ، قال : حاجتي أن تحب ابني ، فقال : و يحك إن المحبة تقع بأسباب ، فقال : قد أمكنك الله من ايقاع سببها ، قال : و ما ذاك ؟ قال : تفضل عليه فإنك إذا فعلت ذلك أحبك ، وإذا أحبك أحببته ، قال : و الله قد أحببته وقد حببته إلي قبل إيقاع السبب ، ولكن كيف اخترت له المحبة دون كل شيء ؟ قال لأنك إذا أجبته كبر عندك صغير إحسانه ، وصغر عندك كبير إساءته ، وكانت ذنوبه كذنوب الصبيان ، وحاجته إليك كحاجة الشفيع العريان ، قيل : أشار بذلك إلى قول الفرزدق :
ليس الشفيع الذي يأتيك متزراً * مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا وهذا البيت من جملة أبيات له في عبد الله بن الزبير بن العوام ، لما طلب الخلافة لنفسه ، واستولى على الحجاز والعراق واليمن في أيام خلافة عبد الملك بن مروان ، وكان قد اختصم الفرزدق هو وزوجته النوار ، فمضيا من البصرة إلى مكة ليفصل الحكم بينهما عبد الله بن الزبير ، فنزل الفرزدق عند ابنه حمزة ، ونزلت النوار عند زوجته ، وشفع كل واحد منهما لنزيله ، فقضى عبد الله للنوار ، وترك الفرزدق ، فقال الأبيات المذكورة ، فصار الشفيع العريان مثلاً يضرب لكل من قبلت شفاعته . قلت وهذا يرد قول من يزعم أن هذا المثل في هذا النظم من اختراع أبي نواس مخاطباً

279

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست