responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 244


للصفار خذ هذا عوض ما لك عليه ، فلما كان بعد يومين اشتكى أبو حنيفة فمرض ستة أيام ثم مات . وكان يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين أرده للقضاء بالكوفة أيام مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية ، فأبى عليه ، وضربه مائة سوط وعشرة سواط ، كل يوم عشرة أسواط . وهو على الامتناع ، فلما رأى ذلك خلى سبيله ، وكان الإمام أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة ، وذلك بعد إن ضرب الإمام أحمد على ترك القول بخلق القرآن ، يعني البكاء والترحم . وذكر الخطيب في تاريخه أيضاً أن أبا حنيفة رضي الله عنه رأى في المنام أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فبعث من سأل محمد بن سيرين ، فقال ابن سيرين : صاحب هذه الرؤيا يثور علماً لم يسبقه إليه أحد . وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال نعم رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته وروى حرملة ين يحيى عن الشافعي ، قال : الناس عيال على هؤلاء الخمسة من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ، ومن أراد أن يتبحر في التفسير فهو عيال على مقاتل ين سليمان ، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال علي بن محمد بن إسحاق . وفيها توفي وقيل في التي قبلها وقل في التي بعدها أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح القرشي مولاهم المكي ، كان أحد العلماء المشهورين ، ويقال إنه أول من صنف الكتب في الإسلام ، قال رحمه الله : كنت مع معن بن زائدة باليمن فحضر وقت الحج ، فلم يخطر لي نية ، فخطر ببالي قول عمرو بن ربيعة : اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر ، فقال الصفار : لي على هذا درهمان وأربعة دوانق ثمن تور صفر . فقال أبو حنيفة : اتق الله وانظر فيما يقول الصفار ، فقال ليس علي شيء ، فقال أبو حنيفة للصفار : ما تقول ؟ فقال : استحلفه لي فقال أبو حنيفة : قل والله الذي لا إله إلا هو ، فجعل يقول ، فلما رآه أبو حنيفة مقداماً على اليمين قطع عليه وأخرج من صرة في كمه درهمين ثقيلتين ، وقال للصفار خذ هذا عوض ما لك عليه ، فلما كان بعد يومين اشتكى أبو حنيفة فمرض ستة أيام ثم مات . وكان يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين أرده للقضاء بالكوفة أيام مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية ، فأبى عليه ، وضربه مائة سوط وعشرة سواط ، كل يوم عشرة أسواط . وهو على الامتناع ، فلما رأى ذلك خلى سبيله ، وكان الإمام أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة ، وذلك بعد إن ضرب الإمام أحمد على ترك القول بخلق القرآن ، يعني البكاء والترحم . وذكر الخطيب في تاريخه أيضاً أن أبا حنيفة رضي الله عنه رأى في المنام أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . فبعث من سأل محمد بن سيرين ، فقال ابن سيرين : صاحب هذه الرؤيا يثور علماً لم يسبقه إليه أحد . وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة ؟ قال نعم رأيت رجلاً لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته وروى حرملة ين يحيى عن الشافعي ، قال : الناس عيال على هؤلاء الخمسة من أراد أن يتبحر في الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ، ومن أراد أن يتبحر في التفسير فهو عيال على مقاتل ين سليمان ، ومن أراد أن يتبحر في النحو فهو عيال على الكسائي ومن أراد أن يتبحر في الشعر فهو عيال على زهير بن أبي سلمى ، ومن أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال علي بن محمد بن إسحاق . وفيها توفي وقيل في التي قبلها وقل في التي بعدها أبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح القرشي مولاهم المكي ، كان أحد العلماء المشهورين ، ويقال إنه أول من صنف الكتب في الإسلام ، قال رحمه الله : كنت مع معن بن زائدة باليمن فحضر وقت الحج ، فلم يخطر لي نية ، فخطر ببالي قول عمرو بن ربيعة :
بالله قولي له من غير معتبة * ماذا أردت بطول المكث في اليمن إن كنت حاولت ذنباً أو نعمت بها * فما أخذت بترك الحج من ثمن قال فدخلت على معن فأخبرته أتي قد عزمت على الحج ، فقال لي : ما يدعوك إليه ؟ ولم تكن تذكره ، فقلت : و ذكرت بيتين لعمرو بن أبي ربيعة ، وأنشدته إياهما فجهزني وانطلقت .
سنة إحدى وخمسين ومائة فيها توفي شيخ البصرة وعالمها الإمام عبد الله بن عون ، والإمام محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي مولاهم المدني صاحب السيرة ، وكان بحراً من بحور الحلم ذكياً حافظاً طلابة للعلم اخبارياً نسابة ثبتاً في الحديث عند أكثر العلماء ، وأما في المغازي والسير فلا يجهل إمامته .

244

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست