وفيها توفي شبل بن عباد قارىء أهل مكة وتلميذ ابن كثير ، وفيها توفي أبو حاتم الرازي ، احفظ الناس في زمانه . وفيها توفي أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصارية الفقيه قال أحمد بن أبي يونس : كان أفقه أهل الدنيا ، تولى القضاء بالكوفة ، وأقام حاكماً ثلاثاً وثلاثين سنة ، ولي لبني أمية ثم لبني العباس ، وكان فقيهاً مفتياً ، تفقه بالشعبي وأخذ عنه الثوري ، وقال دخلت على عطاء فجعل يسألني فأنكر بعض من عنده وكلمه في ذلك ، فقال : هو أعلم مني ، وفيها توفي محمد بن عجلان المدني ، وكان عابداً ناسكاً صادقاً له حلقة بمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم للفتوى . سنة تسع وأربعين ومائة فيها توفي المثنى بن الصباح اليماني بمكة ، يروي عن مجاهد وعمرو بن شعيب وطائقة ، وكان من أعبد الناس . وفيها توفي كهمس بن الحسين البصري يروي عن أبي الطفيل وجماعة . وفيها توفي زكريا بن أبي زائدة ، وفيها توفي أبو عمر عيسى بن عمر الثقفي النحوي البصري ، قيل كان مولى خالد بن الوليد ونزل في ثقيف ، فنسب إليهم وكان صاحب تقعير في كلامه استعمال للغريب فيه وفي قراءته ، وكانت بينه وبين أبي عمرو بن العلاء صحبة ، ولهما مسائل ومجالس ، وأخذ سيبويه عنه النحو ، وله الكتاب الذي سماه الجامع في النحو ، ويقال إن سيبويه أخذ هذا الكتاب وبسطه وحشى عليه من كلام الخليل وغيره ، ولما كمل بالبحث والتحشية نسب إليه وهو كتاب سيبويه المشهور . والذي يدل على صحة هذا القول : ان سيبويه لما فارق عيسى بن عمر المذكور ولازم الخليل بن أحمد سأله الخليل عن مصنفات عيسى فقال صنف نيفاً وسبعين مصنفاً في النحو ، وأن بعض أهل اليسار جمعها وأتت عنده عليها آفة فذهبت ، ولم يبق منها في الوجود سوى كتابين ، أحدهما اسمه الإكمال وهو بأرض فارس عند فلان ، والآخر الجامع وهو هذا الكتاب الذي استعمل فيه وأسألك عن غوامضه ، فأطرق الخليل ساعة ، ثم رفع رأسه . وقال رحم الله عيسى وأنشد : ذهب النحو جميعاً كله * غير ما أحدث عيسى بن عمر