responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 222


أسمعها تقول إذا وثبت من مرقدها ذلك وهي فزعة يا نفس إلى كم تنامين ؟ وإلى كم تقومين ؟ يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها إلا لصرخة يوم النشور ، وكان هذا دأبها دهرها حتى ماتت . ولما حضرتها الوفا دعتني وقالت : يا عبدة لا تؤذني بموتي أحداً ، وكفني في جبتي هذه جبة من شعر كانت تقوم فيها إذا هدأت العيون ، قالت : فكفناها في تلك الجبة وفي خمار صوف كانت تلبسه ، ثم رأيتها بعد ذلك بسنة أو نحوها في منامي عليها حلة إستبرق وخمار من سندس أخضر لم أر قط شيئاً أحسن منه ، فقلت : يا رابعة ما فعلت الجبة التي كفناك فيها وخمار الصوف ؟ قالت : إنه والله نزع عني وأبدلت به ما ترينه علي ، وطويت أكفاني وختم عليها ، ورفعت في عليين يكمل لي بها ثوابها يوم القيامة ، فقلت لها : لهذا كنت تحملين أيام الدنيا ؟ فقالت وما هذا عندما رأيت من كرامة الله عز وجل لأوليائه فقلت لها : و ما فعلت عبيدة بنت أبي كلاب ؟ فقالت : هيهات هيهات . والله سبقتنا إلى الدرجات العلى . فقلت : و بم وقد كنت عند الناس أكبر منها ؟ قالت : انها لم تكن تبالي على أي حال أصبحت على الدنيا أو أمست ، فقلت لها ما فعل أبو مالك أعني ضيغما ؟ قالت : يزور الله عز وجل متى شاء . فقلت فما فعل بشر بن منصور ؟ قالت : بخ بخ أعطي والله فوق ما كان يؤمل . قلت فمريني بأمر أتقرب به إلى الله عز وجل قالت : عليك بكثرة ذكره ، يوشك أن يعطي بذلك في قبرك .
سنة ست وثلاثين ومائة فيها توفي حصين بن عبد الرحمن السلمي الكوفي الحافظ عن ثلاث وتسعين سنة ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن الفقيه أبو عثمان عالم المدينة ، ويقال له ربيعة الرأي ، سمع أنساً وابن المسيب ، وكانت حلقة الفتوى أخذ عنه مالك . قال عبيد الله بن عمر العمري : هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا ، وذكروا أنه أدرك جماعة من الصحابة . وقال بكر بن عبد الله الصنعاني أتيت مالك بن أنس فجعل يحدثنا عن ربيعة ، فكنا نستزيده من حديث ربيعة ، فقال لنا يوماً : ما تصنعون بربيعة ؟ وهو ، أو قال : ها هو نائم في ذلك الطاق ، فأتينا ربيعة وقلنا له : أنت ربيعة ؟ قال : نعم قلنا : أنت الذي يحدث عنك مالك بن أنس ؟ قال : نعم قلنا ، كيف حظي بك مالك وأنت لم تحظ بنفسك ؟ قال أما علمتم أن مثقالاً من دولة خير من حمل علم . وكان يوماً يتكلم في مجلسه ، فوقف عليه أعرابي ، فأطال الوقوف والإنصات إلى

222

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست