وفيها توفيت السيدة الولية ذات المقامات العلية والأحوال السنية رابعة ابنة إسماعيل العدوية الشهيرة الفضل البصرية ، على ما ذكره ابن الجوزي في شذور العقود وقال غيره : توفيت في سنة خمس وثمانين يعني ومائة ، قلت وليس صحيحاً قول من ذكر لها حكاية مع السري السقطي ، فإنه عاش حتى نيف على خمسين ومائتين من الهجرة . قال الأستاذ أبو القاسم القشيري في رسالته كانت تقول في مناجاتها : الهي تحرق بالنار قلباً يحبك فهتف بها هاتف مرة : ما كنا نفعل هذا ، فلا تظنني بنا ظن السوء . وقال عندها يوماً سفيان الثوري : و احزناه ، فقالت : لا تكذب بل قل : واقلة حزناه . لو كنت محزوناً لم يتهيأ لك أن تتنفس . وروي أنها سمعته مرة يقول : اللهم إنا نسألك رضاك . فقالت : أما تستحي أن تسأل رضا من لست عنه براض ؟ . قلت ومثل هذا ما أخبرني بعض أهل العلم قال : سمعني الشيخ عمر الهوري وأنا أقول في الملتزم : الهي إني أسألك رضاك ، فقال لي : يا فقيه ، لقد تجرأت ، أنا منذ ثلاثين سنة ما جسرت أدعو الله تعالى بهذا الدعاء . وقالت رابعة : استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار وقال بعضهم كنت أعود الرابعة العدوية ، فرأيتها في المنام تقول : هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمر بمناديل من نور ، وكانت تقول : ما ظهر من أعمالي لا أعده شيئاً . ومن وصاياها اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيآتكم ، وأورد لها الشيخ شهاب الدين السهروردي في عوارف المعارف . إني جعلتك في الفؤاد محمدي * وأبحت جسمي من أراد جلوسي فالجسم مني للجليس مؤانس * وتجيب قلبي في الفؤاد أنيسي قال ابن خلكان قبرها على رأس جبل يسمى الطور بظاهر القدس . قلت وسمعت من بعض أهل بيت المقدس يذكر أن المدفونة في الجبل المذكور رابعة أخرى غير العدوية ، والله أعلم . وروى ابن الجوزي بسند له متصل إلى عبدة خادمة رابعة العدوية ، قالت : كانت رابعة تصلي الليل كله ، فإذا طلع الفجر هجعت في مصلاها هجعة خفيفة حتى يسفر الفجر ، فكنت