« صبح الأعشى » الذي أكثر من ذكره عند ذكر العهود والمكاتبات . ويلاحظ أن النصوص التي في « مآثر الإنافة » و « صبح الأعشى » تتفق في نقص بعض الجمل التي أدخلها محققو صبح الأعشى ، وأن الكتابين يصحح كل منهما الآخر فيما دخلهما من تصحيف .
ويبدو أن « مآثر الإنافة » آخر ما ألفه ، ولم يذكر هذا الكتاب في الضوء اللامع ولا شذرات الذهب وخفى اسمه على المحدثين ويقول القلقشندي في كتابه مآثر الإنافة الجزء الثاني صفحة 211 ما يأتي : « إلى حين تأليف هذا الكتاب في مبادئ سنة تسع عشرة وثمانمائة » . وفي صفحة 255 « وهو القائم بها إلى زماننا في سنة ثمان عشرة وثمانمائة » .
ومعلوم أن القلقشندي توفي في منتصف عام 821 هجرية . وما في هذا الكتاب وطريقته يغنيان عن أدلة تثبت أن صاحبه هو القلقشندي . والقلقشندي نسبة إلى « قلقشندة » بلدة من أعمال القليوبية بمصر . وهو أيضا عربي أصيل من قبيلة فزارة من ذبيان من غطفان ، وقد نص على ذلك في كتابه صبح الأعشى ج 1 ص 345 قال :
« ومن فزارة بنو مازن وبنو بدر ، فأما بنو مازن فهم بنو مازن بن فزارة . وأما بنو بدر فهم بنو بدر بن عدي بن فزارة ، قال في العبر : وفيهم كانت رياسة بني فزارة في الجاهلية ، يرأسون جميع غطفان ، وتدين لهم قيس وإخوانهم بنو ثعلبة بن عدي ، ومنهم كان حذيفة بن بدر صاحب الفرس المعروفة بالغبراء المقدم ذكرها « صفحة 344 » ومن بني بدر هؤلاء وبني عمهم بني مازن جماعة بالقليوبية من الديار المصرية . قلت : وبنو بدر هم قبيلتنا التي إليها نعتزي ، وفيها ننتسب ، وأهل بلدتنا قلقشندة نصفهم من بني بدر ونصفهم من بني مازن » .
فلا عجب إذن أن يجد الكتاب قبولا لدى دولة عربية كريمة هي الكويت ، فتنشره ضمن سلسلة « التراث العربي » التي نرجو الله أن يجعلها متصلة الحلقات ، جامعة لما يفخر به العرب في كل مكان وزمان .
عبد الستار أحمد فراج

مقدمة 3