فدخل عليه وهو على سرير مرتفع عن الأرض بقدر عظم الذراع ، وعليه فرش بقدر ذلك أو قال أكثر ، وفي يده مرآة ينظر إلى وجهه قال : فسمعته يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . ونظر إلى أخي رافع فقال : أما والله يا ابن اللخناء ( القذرة ) إني لأرجو أن لا يفوتني خامل يريد رافعاً كما لم تفتني ! فقال له : يا أمير المؤمنين قد كنت لك حرباً وقد أظفرك الله بي فافعل ما يحب الله أكن لك سلماً ولعل الله أن يلين لك قلب رافع إذا علم أنك قد مننت عليَّ . فغضب وقال : والله لو لم يبق من أجلي إلا أن أحرك شفتي بكلمة لقلت : أقتلوه ! ثم دعا بقصاب فقال : لا تشحذ مداك أتركها على حالها ( لاتحدَّ سكاكينك ) وفَصِّلْ هذا الفاسق وعجِّل لا يحضرن أجَلي وعضوان من أعضائه في جسمه ! ففصله حتى جعله أشلاء فقال : عُدَ أعضاءه فعددت له أعضاءه فإذا هي أربعة عشر عضواً ، فرفع يديه إلى السماء فقال : اللهم كما مكنتني من ثأرك وعدوك فبلغت فيه رضاك ، فمكني من أخيه ! ثم أغمي عليه وتفرق من حضره ثم مات من ساعته ) . ( وغرر الخصائص / 394 ، والنهاية : 10 / 231 ) . وفي عيون إخبار الرضا عليه السلام : 1 / 172 : ( وكان الجلودي في خلافة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينة ، بعثه الرشيد وأمره إن ظفر به أن يضرب عنقه ، وأن يغير على دور آل أبي طالب وأن يسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً ! ففعل الجلودي ذلك ، وقد كان مضى أبو الحسن موسى بن جعفر فصار الجلودي إلى باب دار أبي الحسن الرضا هجم على داره مع خيله ، فلما نظر إليه الرضا جعل النساء كلهن في بيت ، ووقف على باب البيت فقال الجلودي لأبي الحسن : لا بد من أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين ! فقال الرضا : أنا أسلبهنَّ لك وأحلف أني لا أدع عليهن شيئاً إلا أخذته ! فلم يزل يطلب إليه ويحلف له حتى سكن