كتابه تاريخ مختصر الدول ، وابن الفوطي البغدادي الحنبلي . . وكلهم معاصرون واسعوا الاطلاع على الأحداث ! فهذا يدل على أن التهمة من تدبير المتعصبين ضد ابن العلقمي والشيعة ! خاصة أن الدويدار دبر مع ابن الخليفة محاولة انقلاب على الخليفة فكشفها ابن العلقمي وأحبطها ! ويظهر لمن قرأ عن حالة بغداد بعد الغزو المغولي لخراسان سنة 617 ، أن قصص وحشية المغول وتدميرهم وقتلهم العام للناس كانت تصل فتنشر الرعب وأن الشعور بالعجز عن مقاومة المغول كان مسيطراً على الخليفة وقائد جيشه الشرابي وبقية البطانة ، فسرى منهم إلى ابنه المستعصم وقائد جيشه الدويدار ! ثم سرى منهم إلى الناس ! وقد رأيت وصف المؤرخين لرعب الناس من فرقة جيش المغول التي اتجهت إلى بغداد من جهة تكريت وأن الناس هربوا كالمجانين ! ( الآداب السلطانية / 231 ) . بل انتشر الرعب والانهيار في السلطة والناس قبل عشرين سنة من سقوط لبغداد فترك الناس الحج خوفاً من المغول ! قال الذهبي في تاريخه : 46 / 21 : ( ولم يحج أحد أيضاً في العام من العراق بسبب كسرة التتار لعسكر الخليفة وأخذ إربل في السنة الماضية ) . أي سنة 635 قبل دخول المغول لبغداد بعشرين سنة ! وقال في : 46 / 39 ، عن أحداث سنة 637 : ( ولم يحج ركب العراق في هذه السنين للاهتمام بأمر التتار ) ! وشبيه به في النهاية : 13 / 150 ، عن أهل الشام ! فالترف الذي انغمس فيه الخليفة وبطانته وجهازه الإداري ، سرى إلى الناس فكان سبب هذا الانهيار والرعب العام ، والناس على دين ملوكهم ! ولا شك في أن الظلم الذي شمل فئات واسعة من المسلمين ، والشيعة خاصة ، كان سبباً في نقمتهم على السلطة وزيادة ضعفها وانهيارها !