من شاهد عيان ، وفي هذا الخصوص يقول ابن العميد ما يلي : وقيل إن وزير بغداد كتب إلى هولاؤون ( يعني بذلك هولاكو ) بأن يصل إلى بغداد ويأخذ البلاد . أما مؤرخو الشيعة الذين أثبتوا خيانة أسلافهم وافتخروا بها ! فإن الدكتور يجعلها مكتوبة بوازع من التعصب المتطرف الأعمى لإظهار الولاء للمذهب الشيعي بطريقة لا تقوم على أساس علمي لباحث عن الحقيقة ، فأقدموا على إثبات دور ابن العلقمي التآمري بدافع من ذلك المنظار الضيق ، فجعلوا من هذا الوزير بطلاً أسطورياً مخلصاً لدينه وإخوانه أتباع مذهبه ! والذي نراه صحيحاً في هذا الشأن ما يبدو لنا هو : أن المؤرخين الذين اتهموا الوزير العلقمي وعلى رأسهم الجوزجاني كانوا مؤرخين سنيين متطرفين ، فقد وجهوا إليه تلك التهم أصلاً بدافع من التعصب المذهبي تمليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملية يكنُّونها تجاه هذا الوزير المسلم الشيعي المذهب ! لهذا فإن المرء ليقف عند روايات من هذا القبيل موقف الشك ، هذا إذا لم يرفضها رفضاً قاطعاً ، وأن ما أورده أولئك المؤرخون في تقاريرهم حول هذا الشأن لا يقوم على أساس علمي دقيق ومحقق . إن هذه الاتهامات التي وجهت ضد الوزير لم تكن من مؤرخين عراقيين معاصرين لتلك الأحداث في بغداد ، بل جاءت من مؤرخين من خارج الأراضي العراقية كالمؤرخ الفارسي الجوزجاني الذي كان يعيش في دهلي بالهند أيام سقوط العاصمة العباسية بغداد ، كما جاءت تلك الاتهامات في كتاب تراجم رجال القرنين السادس والسابع أو الذيل على الروضتين لأبي شامة الذي كان يعيش في أراضي الشام ، ربما كان في دمشق ! وفي الحقيقة لا يوجد أي شاهد عيان يثبت أنه رأى ذلك الرسول المزعوم الذي أرسله الوزير ابن العلقمي لمقابلة القائد المغولي هولاكو ! كما أننا لم نعثر في مصادرنا على أية رواية يستنتج منها أنه ربما يمكن أن يكون هناك وثيقة تتعلق بهذا الأمر قد أخفيت بحيث تضع هذا الوزير العباسي في مركز قد يصبح فيه متهماً ! كان المؤرخ السوري أبو شامه الذي عاش في الشام ومات بها سنة 665 هو أول