السبب الأمان الذي أعطاه إياه هولاكو ، أو وساطة نصير الدين الطوسي قدس سرّه . قال الذهبي في تاريخه : 48 / 39 : ( وكان ببغداد عدة من التجار سلِموا لفرمانات والتجأ إليهم خلق ، وسلم مَن بدار ابن العلقمي ، ودار ابن الدامغاني صاحب الديوان ودار ابن الدوامي الحاجب ، وما عدا ذلك ما سلم إلا من اختفى في بئر أو قناة ، وأحرق معظم البلد ، وكانت القتلى في الطرق كالتلول ! ومن سلم وظهر خرجوا كالموتى من القبور خوفاً وجوعاً وبرداً . وسلم أهل الحلة والكوفة ، أمَّنهم القان وبعث إليهم شحاني . وسلمت البصرة وبعض واسط . ووقع البلاء فيمن تخلف ) . وقال في أعيان الشيعة : 9 / 86 : ( ومما نقلنا من الإخبار يظهر للقارئ أن الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي لم يكن السالم من القتل وحده حتى يتهم بالخيانة ذلك الاتهام الباطل ، وإنما سلم معه ونال مرتبة في الدولة المغولية فخر الدين أحمد ابن الدامغاني الحنفي الذي كان صاحب الديوان في آخر أيام المستعصم ، وتاج الدين علي بن الدوامي الذي كان حاجب باب النوبي للمستعصم بالله ونجم الدين أحمد بن عمران الباجسري أحد عمال الخليفة والغالب على أهل باجسرى الحنبلية ، وأقضى القضاة عبد المنعم البندنيجي الشافعي ، وسراج الدين بن البجلي الشافعي ، وفخر الدين المبارك ابن المخرمي الحنبلي ، وعز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي ، والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش الحنبلي المقرئ المشهور ) . انتهى . لكن وساطة نصير الدين وابن العلقمي لم تنفع في منع المغول من نهب ما أبقاه جيش الخليفة من أحياء الشيعة في الكرخ وغيرها ، فلم يفرق هولاكو ( في استباحته لبغداد بين السنيين والشيعيين بينما استثنى النصارى ) ! ( أعيان الشيعة : 9 / 101 ) . وقد شهد بن تغري المتعصب في النجوم الزاهرة : 7 / 50 ، أن التدمير شمل ( الرافضة ) كالسنة وأن ( التتار يبذلون السيف مطلقاً في أهل السنة والرافضة معاً ، وراح مع الطائفتين أيضاً أمم لا يحصون كثرة ) . انتهى . كما لم يستطيعا منع المغول من إحراق مشهد الإمامين الكاظمين عليهما السلام فنهبوه وخربوه كجامع الخليفة ! ( أعيان الشيعة : 9 / 96 ) .