خوارزم المسمى كذباً ( غياث الدين ) فقد كان أفسد من خليفته ، لأنه مع فساده الأخلاقي سخيفٌ إلى حد الجنون ! قال ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 227 : ( وكان السلطان غياث الدين مقبلاً على المجون وشرب الشراب غير مرضي الطريقة ، منغمساً في الشهوات الموبقة ، تزوج ابنة ملك الكرج فشغفه حبها وهام بها إلى حد أن أراد تصويرها على الدراهم فأشير عليه أن يصور صورة أسد عليه شمس لينسب إلى طالعه ويحصل به الغرض ! وخلَّف غياث الدين ثلاثة بنين عز الدين وأمه رومية ابنة قسيس ، وركن الدين وأمه أيضاً رومية ، وعلاء الدين وأمه الكرجية . فولي السلطنة عز الدين وهو الكبير وحلف له الأمراء وخُطب له على المنابر . وكان مدبره والأتابك له الأمير جلال الدين قرطاي رجل خير ديِّن صائم الدهر ممتنع عن أكل اللحم ومباشرة النساء ، لم ينم في فراش وطئ وإنما كان نومه على الصناديق في الخزانة ، أصله رومي وهو من مماليك السلطان علاء الدين وتربيته ، وكان له الحرمة الوافرة عند الخاص والعام ) . انتهى . لكن ماذا ينفع سكرتير صالح مع سلطان فاسد من قرنه إلى قدمه ؟ ! وقال ابن الأثير في الكامل : 12 / 495 : ( وكان جلال الدين سئ السيرة قبيح التدبير لملكه ، لم يترك أحداً من الملوك المجاورين له إلا عاداه ونازعه الملك وأساء مجاورته ، فمن ذلك أنه أول ما ظهر في أصفهان وجمع العساكر قصد خوزستان فحصر مدينة ششتر وهي للخليفة فحصرها ! وسار إلى دقوقا فنهبها وقتل فيها فأكثر وهي للخليفة أيضاً ، ثم ملك آذربيجان وهي لأوزبك فملكها ، وقصد الكرج وهزمهم وعاداهم ، ثم عادى الملك الأشرف صاحب خلاط ، ثم عادى علاء الدين صاحب بلاد الروم ، وعادى الإسماعيلية ونهب بلادهم وقتل فيهم فأكثر وقرر عليهم وظيفة من المال كل سنة ، وكذلك غيرهم . فكل الملوك تخلى عنه ولم يأخذ بيده . . . وانضاف إلى ذلك أن عسكره اختلفوا عليه وخرج وزيره عن طاعته في طائفة كثيرة من العسكر . وكان السبب أن ظهر من قلة عقل جلال الدين ما لم يسمع بمثله ! وذلك