قال محمد فريد / 775 ، عن الخليفة عبد العزيز الضعيف المتهم باستغراقه في اللهو : ( الفتوى بعزله : إذا كان زيد الذي هو أمير المؤمنين مختل الشعور وليس له إلمام في الأمور السياسية ، وما برح ينفق الأموال الميرية في مصارفه النفسانية ، في درجة لا طاقة للملك والملة على تحملها ، وقد أخل بالأمور الدينية والدنيوية وشوشها ، وخرب الملك والملة ، وكان بقاؤه مضراً بها ، فهل يصح خلعه ؟ الجواب : يصح . كتبه الفقير : حسن خير الله ، عفي عنه . ثم أناطوا حسين عوني باشا بأمر خلع السلطان عبد العزيز ، وشيخ الإسلام وباقي الوزراء بمبايعة السلطان مراد ، في يوم الاثنين 6 جمادى الأولى سنة 1293 - 30 مايو سنة 1876 ) . انتهى . أقول : هذا العامل الخارجي هو الأهم في منع تقدم المسلمين في العلوم الطبيعية والإعمار ، في تركيا وغيرها ، لأنه سبب العامل الداخلي وضعف سلاطين بني عثمان مضافاً إلى أنهم لم يكونوا من أصحاب الفكر العلمي والعناية بالتطوير والصناعة ، ولا يتسع المجال لعرض تسلسل الأسباب وترابطها . وهنا مسألة أخرى مهمة هي أن العثمانيين كانوا باب المسلمين إلى أوروبا والغرب ، والمنظار الذي ينظر به الأوربيون إلى الإسلام وأهله ، ولذلك يسمون كل مسلم ( تركي ) ! وهي نقطة سلبية مهمة تدل على أن الغربيين فهموا الإسلام من الشخصية العثمانية ، والأسلوب العثماني ، والتعصب العثماني ، والجمود الفكري العثماني على صحيح بخاري ، وعلى الغلو في تقديس أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وعائشة وحفصة ! ولم يعرفوا أنه يوجد وجهً آخر للإسلام له منطقه وأصوله ، وأنه كان قبل بني عثمان جُق ، وبقيَ بعدهم ! ويبدو أن نظرتهم هذه التي تثمر العداء للإسلام وأهله ، ستبقى حتى ظهور الإمام المهدي عليه السلام !