أنفسهم أو غيرهم لم تكن كافية , لذا قرّرنا فتح ملف العلويين ولكن في أماكن تواجد العلويين وحيث هم يعيشون ، وعلى هذا نبدأ مهمتنا الخاصة بزيارة مراكز العلويين في الأناضول ، وهم ينتشرون على مساحات واسعة جداً في وسط الأناضول وفي جنوب شرقه وفي . . . حتى في مناطق الشمال والشمال الشرقي من الأناضول التركي , وهناك يعيش حوالي 12 مليون علويّ حسب الإحصائيات الرسمية وحسب العلويين فهم حوالي 20 مليوناً ، أي ثلث السكان في تركيا ! فإلى بيوت الجمع وإلى طريقنا الطويلة في وسط الأناضول ، مع هذه المهمة الخاصة . أصناف متعددة من العلويين وجهتنا الأولى وسط الأناضول حيث بلدة الحاجي بكداشي ولي مركز البكداشيّة أو مهد العلوية الأول في الأناضول , في البلدة يجتمع منذ 40 عاماً عشرات الآلاف من العلويين البكداشية لإحياء الذكرى السنوية لوصول الحاج بكداشي الأول إلى الأناضول مهاجراً من آسيا الوسطى ، وهكذا وضع اللبنة الأولى للعلوية البكداشية في الأناضول عام 1668 م , من كل حدبٍ وصوبٍ اجتمع العلويّون فيما يسمّونه بالحشر الأول على أبواب الحاجي بكداشي لنيل شرف المثول في حضرته , يتقدم كل فوج " الددة " وهو ما يُعرف برجل الدين لدى العلوية البكداشية , وال " ددة " تعني الجدّ المترئّس لطقوس الحضرة التي يصعب على الزائر لأول مرة فهمها فلم يكن من سبيل لكشف أسرارها إلا بالاستعانة بأحد العارفين , والمتطوّع الأمثل كان " حسين ددة " . حسين ددة - علوية البكداشية : هناك من يصف العلوية بالتقاليد أو الموروث الاجتماعي ، والبعض يقول بأنها فلسفة عقائدية , فنحن نتبع العلم المحمدي وهو علي رضي الله عنه وهو ابن عم الرسول الذي أخذ عنه العلم كاملاً ، أي أن التقاليد العلوية بدأت منذ الأيام الأولى للرسالة , فعندما نتبع علياً نكون من أتباع الرسول واتباعنا لعلي هو اتباعنا للأمر الإلهي ، لكن لا يمكنني الادعاء بأن جميع الفرق العلوية في تركيا تتبع تعاليم علوية موحّدة , فنحن نحيي اليوم الحضرة البكداشية برقصة السماح