من العاصمة ، لكنه أقرب إلى المتحف ، ومقبرته أكبر منه ! وتجد المسجد المركزي للسنيين في تركيا ، وهو يوحي إليك بأنه يمثل الأتراك كلهم ، لكنه يمثل أتباع السلاطين آل عثمان جُق فقط ، من أبنائهم وإنكشاريتهم وشريحة قليلة من الترك الأصليين الذين اتبعوهم . أما قبائل تركيا ، فابحث عنهم في مراكز العلويين والصوفيين والشيعة ! كان إمام المسجد من منطقة ( إقْدير ) الشيعية وهي منطقة واسعة قرب أرضروم ، ذات كثافة سكانية ، وكانت شخصيته جذابة ، فهو من أولئك الترك الأقحاح في الستين من عمره ، طويل القامة لا يلبس الزي الديني ولكنه يحمل الدين في عقله وقلبه ، أخذ يحدثني عن مسجدهم وأنه من أقدم المراكز في برلين ، وأنه فتح أبوابه وقدم خدماته للمسلمين العرب وغيرهم قبل أن يكون لهم مراكز . وسألته فأخذ يحدثني عن تاريخ الأتراك بوثوق واعتداد ، ومما قاله : هذه تركيا ، ألم تكن كلها شيعة إلى عهد با يزيد خان ، ألم يكن با يزيد نفسه شيعياً حتى نشأ ابنه سليم فقتل أباه وإخوته وأولادهم ، وجاء بالمشايخ النواصب ووظفهم مفتين وطلب منهم أن يفتوا له بكفر الشيعة فأفتوا وأقام المجازر في تركيا ، ثم حارب شاه إسماعيل ؟ ! سألته كيف قام السلطان سليم بقتل الشيعة ؟ قال : كان الشيطان سليم خطيباً بارعاً أخطب من رئيسكم عبد الناصر ( يقصد العرب ) فجمع ( المبعوثان ) زعماء البلاد وخطب فيهم عن الإسلام وأن الله بعث نبيه صلى الله عليه و آله رحمة للعالمين وأمره بجهاد الناس حتى يكون الدين كله لله ، وأن السلطان قرر أن يكمل جهاد النبي صلى الله عليه و آله فيغزو أمم الغرب والشرق كلها ويمحو الكفر من على وجه الأرض ، وأن عنده راية النبي صلى الله عليه و آله توارثها آباؤه الغزاة المجاهدون ، وسوف ينشرها في المعركة الكبرى مع الكفر العالمي ! ثم سألهم : ماذا تقدمون لهذا المشروع ؟ فقالوا : نقدم أموالنا وأنفسنا ودماءنا . فقال :