عثمان جُق صاروا شيئاً مَّا في ظل السلاجقة سنة 700 ، هجرية وفي ظل حكم السلطان محمد خدابنده وابنه بو سعيد ، فمعناه أن ( تشيع ) بني عثمان و ( تصوفهم ) بدأ من يومها واستمر نحو قرنين من الزمان ، ولذلك قالوا إنهم أخذوا أول جيشهم من الإنكشارية إلى ألماسية فباركهم الحاج البكتاشي ! فكانوا كذلك ، حتى جاء سليم فتبنى التسنن المعادي للشيعة وأهل البيت عليهم السلام ! دخلتُ إلى مسجد صغير قرب الفندق في إستانبول بعد صلاة الظهر ، فرأيت سُبَحاً كثيرة معلَّقَةً على العمود ليستعملها المصلون بعد الصلاة في تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام وعدِّ أوراد الذكر ! فقلت في نفسي هذا من آثار التشيع أو التأثر به ، لأنك لا تجد ذلك في بلد سني بالأصالة . وألفتني في تركيا النفوذ الواسع للطرق الصوفية ، وأن جميع طرقها تحبُّ أهل البيت عليه السلام بطريقة فيها العديد من المنافذ على مذهب التشيع . كما ألفتني أسماء المسلمين في تركيا حيث تكثر فيهم أسماء حسن وحسين وعباس وجعفر وفاطمة وزينب وعبد النبي . . الخ . ولا يوجد عندهم حساسية النواصب وأشباههم من أسماء أهل البيت وذرية النبي صلى الله عليه و آله . وعندما رأيتُ في أعلى أروقة المسجد النبوي أسماء الأئمة الاثني عشر عليهم السلام كاملة حتى الإمام المهدي بن الإمام العسكري عليه السلام ، وأن مشايخ الخلافة العثمانية أمروا بكتابتها ، قلت : هذا مما بقي من تأثيرات مذهب التشيع والتصوف في تركيا ، حتى بعد أموية السلطان سليم ! إذا أردت أن تعرف تركيبة تركيا الفعلية والتاريخية ، فاذهب إليها واستمع إلى أهلها ، وإلا فتأمل في مجتمع الأتراك في برلين فهو صورة مصغرة عن مواطني تركيا ! ستجد المسجد الذي منحه هتلر للسلطان التركي في أهم موقع