السلطان منصوراً في يوم 14 رجب سنة 920 - 4 سبتمبر سنة 1514 واستولى على خزائن الشاه وأرسلها إلى القسطنطينية ، وكذلك أرسل إليها أربعين شخصاً من أمهر صناع هذه المدينة ، الأمر الذي يدل على عدم إغفاله تقدم الصنائع أثناء اشتغاله بالحروب ! وبعد أن استراح ثمانية أيام قام بجيوشه وأخلى مدينة تبريز لعدم وجود المؤونة الكافية لجيوشه بها ، مقتفياً أثر الشاه إسماعيل حتى وصل إلى شاطئ نهر الرس ، وعندها امتنع الإنكشارية عن التقدم لاشتداد البرد وعدم وجود الملابس والمؤونة اللازمة لهم ، فقفل راجعاً إلى مدينة أماسيا بآسيا الصغرى للاستراحة زمن الشتاء والاستعداد للحرب في أوائل الربيع ، ومر في عودته من بلاد أرمينيا لكنه لم يفتحها لعدم وجود الوقت الكافي لذلك ، وعندما أقبل الربيع بنضارته رجع السلطان إلى بلاد العجم ففتح قلعة كوماش الشهيرة وإمارة ذي القدر سنة 1515 ( كان التشيع فيهما قوياً ) ثم رجع إلى القسطنطينية تاركاً قواده لإتمام فتح الولايات الفارسية الشرقية . ولما وصل إليها ( القسطنطينية ) أمر بقتل عدد عظيم من ضباط الإنكشارية الذين كانوا سبب الامتناع عن التقدم في بلاد فارس كما سبق الذكر ( لعلهم شيعة ) خشية من امتداد الفساد وعدم الإطاعة في الجيوش ! وأمر بقتل قاضي عسكر هذه الفئة واسمه جعفر جلبي ، لأنه كان من أكبر المحركين لهذا الامتناع ، وخوفاً من حصول مثل ذلك في المستقبل جعل لنفسه حق تعيين قائدهم العام ، ولم يكن من بينهم ليكون له بذلك السيطرة عليهم ، وكان النظام السابق يقضي بتعيينه من أقدم ضباط الإنكشارية . وبعد عودة السلطان إلى القسطنطينية فتحت الجيوش العثمانية مدائن ماردين وأورفه والرقة والموصل وبذل ، ثم فتح إقليم ديار بكر وأطاعت كافة قبائل الكرد بدون كثير عناء ، بشرط بقائهم تحت حكم رؤساء قبائلهم ) . انتهى . أقول : لاحظ قوله : ( ففتح قلعة كوماش الشهيرة وإمارة ذي القدر سنة 1515 . . . وبعد عودة السلطان إلى القسطنطينية فتحت الجيوش العثمانية مدائن ماردين