الحاضرة تجددت بتمامها ! وبناء على ذلك حق لجمهورية فرنسا أن تتمتع في كافة أنحاء الممالك العثمانية بجميع الحقوق التجارية وحقوق الملاحة التي كانت متمتعة بها قبلاً ، أو سيتمتع بها غيرها من الدول الأكثر تفضيلاً في مستقبل الأيام . وتبادل التصديقات على هذه البنود في ظرف ثمانين يوماً . وحرر عن باريس في 17 فنديمير من العام العاشر لجمهورية فرنسا ، الموافق يوم غرة جمادى الآخرة سنة 1216 . وعقب ذلك أبرم بونابرت مع عامل الجزائر معاهدة بتاريخ 17 ديسمبر سنة 1801 وأخرى مع تونس بتاريخ 23 فبراير سنة 1802 ، قاضيتين باحترام سفن فرنسا التجارية كما كان في زمن السلطان سليمان القانوني ) . انتهى . أقول : بلغ التأثير الفرنسي في العاصمة العثمانية نفسها أن بونابرت المحتل لمصر وفي أثناء معاركه مع الجيش التركي الضعيف : ( أرسل الجنرال سبستيان لتجديد ربط الاتحاد والوداد مع الدولة العلية ، فسافر إلى الآستانة حاملاً خطاباً من بونابرت إلى السدة السلطانية ، وفي أثناء اقامته بالآستانة تمكن بمساعيه من عزل أميري الأفلاق والبغدان المنحازين للروسيا فعزلا في 5 جمادى الثاني سنة 1221 - 20 أغسطس سنة 1806 . . . فثارت ثائرة روسيا ( وأرسل سفيرها السير أربوثنوت بلاغاً إلى الباب العالي يطلب منه تحالف الدولة العلية وإنكلترا ، وتسليم الأساطيل العثمانية وقلاع الدردنيل إلى إنكلترا والتنازل عن ولايتي الأفلاق والبغدان إلى روسيا ، وطرد الجنرال سبستيان من الآستانة ) . ( محمد فريد / 387 ) . أقول : هذا الشريط للعلاقة بين تركيا وفرنسا يدلك على أن حضور مستشار ملك فرنسا مع الجيش التركي في غزوه لإيران ، إنما كان استمراراً لحضور فرنسا وراء ثورة السلطان سليم وقتله لأبيه ، وإيقافه تقدمه في أوروبا ، وفتحه جبهة حرب داخلية ضد الشيعة وإيران .