السلطان إلى إبرام الصلح مع محاربيه بأوروبا وهم المجر والبنادقة ، فتم الصلح بينه وبين الجمهورية سنة 1502 ، وفي السنة التالية تم الصلح مع ملك المجر ) ! أقول : إن انتصارات بايزيد المتواصلة خاصة في جبهة إيطاليا كانت نذيراً كبيراً لفرنسا ، فلو أخذ إيطاليا لصار وجهاً لوجه أمام فرنسا ! في هذا الوقت قامت ثورة سليم على أبيه ! وكان أول طلبه منه أن يجعله أميراً في أوروبا ! ثم جمع حوله حوله جيشاً من الإنكشارية وموَّلهم أحسن تمويل ! وأعلن الحرب على أبيه ! فاضطره إلى إيقاف تقدمه في أوروبا ، وسحْب قسم من جيشه لمواجهة ولده ( النجيب ) سليم ! ورغم أن أباه استجاب له ، فقد واصل سليم ثورته عليه وهاجم العاصمة واحتل قصر أبيه وأجبره على التنازل له ! ثم أصدر حكمه بنفيه ، ثم لم يكتف بذلك حتى سمَّه بعد مدة وجيزة ! ثم قام سليم بتغيير سياسة الدولة العثمانية إلى النقيض ، فتنازل عن انتصارات أبيه وسَحَبَ جيوشه من نقاط عديدة من أوروبا ، وأبرم معاهدات صلح وصداقة مع فرنسا خاصة ، وأعطاها حق رعاية جميع السكان المسيحيين في الدولة العثمانية ، أي أنه تنازل عن السيادة الوطنية في أجزاء من بلاده فقامت فرنسا بإرسال إرسالياتها التي كانت أضر على المسلمين من جيوش ! كان سليم يعلم جيداً أن فرنسا هي أول الداعين لشن الحروب الصليبية على المسلمين ، وأنها قادت الأوربيين فاحتلوا أنطاكية سنة 491 والمعرة وحمص والقدس سنة 492 ، ونصبوا جودفروا الفرنسي ملكاً عليها ! وفي المقابل فتح سليم جبهة الداخل فشنَّ حرب إبادة على الشيعة في تركيا وإيران والعالم ، استمرت نحو قرن من 1514 - 1611 ، بين مد وجزر ، حتى كانت