وقال في المواعظ والاعتبار / 1240 : ( فلما بلغ التتار ما فعله السلطان مع هؤلاء وفد عليه منهم جماعة بعد جماعة ، وهو يقابلهم بمزيد الإحسان فتكاثروا بديار مصر وتزايدت العمائر في اللوق وما حوله ، وصار هناك عدة أكال عامرة آهلة . . . ولما قدمت رسل القان بركة في سنة إحدى وستين وسبعمائة أنزلهم السلطان الملك الظاهر باللوق وعمل لهم فيه مهماً ، وصار يركب في كل سبت وثلاثاء للعب الأكرة باللوق في الميدان . وفي سادس ذي الحجة من سنة إحدى وستين قدم من المغل والبهادرية زيادة على ألف وثلاثمائة فارس فأنزلوا في مساكن عمرت لهم باللوق بأهاليهم وأولادهم ) . وقال العيني في عقد الجمان / 180 : ( وفيها ( سنة 661 ) في سادس ذي الحجة وصلت جماعة كبيرة من التتار مستأمنين وفي الإسلام راغبين ، فكانوا زهاء ألف نفس وفيهم من أعيانهم : كرمون ، وأمطغيه ، ونوكيه ، وجبرك ، وقيان ، وناصغيه وطبشور ، وتبتو ، وصبخي ، وجوجلان ، وأجقرقا ، وأرقرق ، وكراي ، وصلاغية ومنقدم ، وصراغان ، وهؤلاء كانوا من أصحاب بركة وكان قد أرسلهم إلى هلاون نجدة ( يقصد إلى هولاكو في العراق ) فأقاموا عنده مدة ، فلما وقع بينه وبين بركة وتمكنت العداوة كتب بركة إليهم بأن يفارقوا هلاون ويحضروا إليه ، وإن لم يتمكنوا من التوجه إليه فينحازوا إلى عساكر الديار المصرية ، ولما وصلوا أسلموا وطهروا ، قدم كبراؤهم المذكورون وأمِّروا ، وعُينت لهم الإقطاعات والطبلخانات ، وأفيضت عليهم الصلات والخلع والهبات ، وأنزلهم باللوق ) . أقول : ثم قام بركة المغولي بتزويج ابنته إلتطمش للظاهر بيربس ، فأنجبت له ولداً وسمته بركة خان على اسم أبيها وأقنعت بيبرس فجعله ولي عهده ، ولما مات بيبرس كان عمره 19 سنة فحكم مدة يسيرة وكان سلوكه مشيناً ، فثار عليه الأمراء وخلعوه وبايعوا أخاه سلامة مكانه ! قال في النجوم الزاهرة : 7 / 259 : ( السلطان الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي محمد المدعو بركة خان بن السلطان الملك الظاهر بيبرس البندقداري الصالحي النجمي ، الخامس من ملوك الترك