البيت عليهم السلام ويقاتلون من أجل قضيتهم . ولم يسجل التاريخ حالة رفض في الناس للقبعة الشيعية ، وهو يكشف أن التشيع كان واسعاً في إيران ومقبولاً عند عامة الناس ، خاصة في قبائل الأتراك . 10 - الحركة الصفوية فعل طبيعي ، فهي بالمنطق الوطني حركة زعيم شعبي لتوحيد بلد تشتت بفعل الحكم المغولي ، فنهض مع أنصاره ليوحده . بينما الحركة العثمانية كما ستعرف حركة من قائد مغولي كان جندياً عند السلاجقة ، وكوَّن جيشاً من المماليك المحترفين والأسرى ( الإنكشارية ) من غير أهل البلد ، وأخذ يحتل مناطق ويحكمها ، ولم تشاركه في حركته أي قبيلة أو جماعة من قبائل البلد ! هذا ، ولا يتسع المجال لدراسة تاريخ الصفويين ، وغرضنا إثبات صحة المسار العام لتأسيس دولتهم وعملها ، وأصالة حركتهم بصفتها نتيجةً طبيعية لموجة التشيع التي شهدتها الأمة بتخطيط نصير الدين والعلامة رضوان الله عليهما ، وفعلاً طبيعياً لتوحيد إيران في دولة بعد أن شتتها المغول . وستعرف المزيد عنهم في الحديث عن الدولة التركية . قال السيد الأمين في أعيان الشيعة : 2 / 114 : ( والصفوي نسبة إلى الشيخ صفي الدين إسحق جدهم المذكور ، وظهرت دولتهم بعد وفاة حسن الطويل ملك تبريز ، وهم من أهل أردبيل وكانت مدة ملكهم 233 سنة من سنة 906 إلى سنة 1139 ، وعدة ملوكهم عشرة أولهم الشاه إسماعيل بن حيدر ، ولم يكن آباؤه من السلاطين ، لكنهم كانوا من مشائخ الصوفية والعرفاء فلقبوا بلقب بسلطان لذلك ، وآخرهم الشاه طهماسب الثاني بن الشاه حسين . وارتقت في عهدهم الدولة واتسعت المملكة ، وكانوا معظمين لأهل العلم والدين فكثرت في عهدهم العلماء ، وألفت الكتب ونسخت المخطوطات النفيسة من كتب الإسلام ، وانتقلت الدولة منهم إلى نادر شاه ) .