وإن كان النسب فلماذا يكون الشركسي مجهول النسب ، أو بنو عثمان جُق المغول ( شذرات : 3 / 68 ) أفضل من الصفويين وهم من ذرية النبي صلى الله عليه و آله ؟ ولماذا يكون لمصر وتركيا حق قيادة الأمة دون إيران ؟ وإن كان المقياس المذهب فلماذا نفضل من يجعل ولاية أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ديناً يمتحن بها المسلمين ويقتلهم عليها ، على الذي يجعل ولاية علي وأهل البيت عليهم السلام ديناً يمتحن المسلمين بها ويقتلهم عليها ؟ 4 - التعددية في هذه الأمة ضرورةٌ ونعمةٌ حتى يظهر الإمام المهدي عجّل الله تعالي فرجه الشريف ، وقد حققت ذلك حركة الصفويين ، وما الضرر أن تتشكل الأمة في خلافة عثمانية ، والى جانبها دولة صفوية ؟ بل إن التعددية داخل المذهب الواحد نعمة أيضاً فقد قال الإمام الصادق عليه السلام ( أنا أوقعت الاختلاف بينكم كي لا تعرفوا فتؤخذوا ) . ( جواهر الكلام : 7 / 63 ، وفي الفوائد الحائرية / 356 : إذ لو كانوا على طريقة واحدة لعرفوا وأخذوا ) . 5 - ما زال أتباع الخلافة يتغنون ببغداد المنصور والرشيد والمتوكل ، وكأنه لا خَبَرَ عندهم بأن بغداد قد طلقت الخلافة بالثلاث ولم تتأسف عليها ؟ ! وذلك من يوم قال خليفتها السكران : آه قتل سهم المغول راقصتي فكثفوا الستائر ! ! كانت بغداد تشاهد بكاء النواصب في الشام ومصر على الخلافة ، فتضحك عليهم ! وعندما انهار الحكم المغولي فيها بموت آخر سلاطينهم بو سعيد ، لم يرفع حتى شخص واحد في بغداد شعار عودة الخلافة ، حتى العباسيين أنفسهم لم يرفع أحد منهم صوته ، وكان الحرية متوفرة ، وكان لهم نقابة ببغداد ! كان مطلب أهل بغداد نمط حكم الجوينيين في الحرية والإعمار ، ووجدوا أن الإيلخانيين المغول يطبقونه أفضل من غيرهم فاختاروهم لأكثر من مئة سنة ! وعندما الأمر بغداد يدور بين حكم مماليك مصر وحكم بني جُق العثمانيين