قدوة ، وأن يجدوا أهل البيت عليهم السلام قبل غيرهم ، ولذلك تجد الأكثرية الساحقة منهم تنسب طريقتها إلى أمير المؤمنين عليه السلام كمصدر لأفكارها في معرفة الله تعالى وعبادته ! وبهذا دخل التشيع بمعنى حب أهل البيت عليهم السلام إلى ثقافتهم ، ودخل مديح أمير المؤمنين عليه السلام خاصة إلى أناشيدهم وأذكارهم وأورادهم . والخلاصة أن التصوف في الأمة كان وما زال تياراً واسعاً قوياً وجذاباً ، وطبيعي أن يكون الخطأ فيه أكثر من الصواب ، والكذابون فيه أكثر من الصادقين . مكانة علي عليه السلام عند الصوفية كان وما زال لعلي عليه السلام مكانته الخاصة عند الصوفية عامة ، خاصة غير العرب ! إذا زرتَ اليمن فستواجهك أينما ذهبت ظاهرة أن علياً عليه السلام سيد اليمن بلا منافس ، لا فرق في ذلك بين شيعي زيدي وسني شافعي ، فهذه محلة ( الحلقة ) في سوق صنعاء وهي المكان الذي تحلقوا فيه حول علي عليه السلام وهو يقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه و آله . وهذا مسجد علي عليه السلام ، وهو البيت الذي استأجره ونزل فيه ، فوقفوه مسجداً . ومسجد صنعاء هو المكان الذي صلى فيه علي عليه السلام . والمصحف الكبير التاريخي فيه بخط علي عليه السلام . وفي الشجاعة والفروسية عليٌّ عليه السلام هو المثل للشيب والشباب ، وآثاره في فتح اليمن حاضرة في وجدانهم ، وعندهم جبل صخره مشقوق كأنما ضرب بسيف ، يقولون هو ضربة علي عليه السلام . وفي العلم ، والعبادة ، والشهامة والكرم ، هو المثل . وأحاديثهم ومجالسهم يملؤها ذكر علي عليه السلام ، ولا تكاد تشعر بغيره من الصحابة ، فمع علي لا حاجة إلى غيره ! أما لكي تعرف مكانة علي عليه السلام عند الصوفية في إيران ، فما عليك إلا أن تقرأ الشعر الفارسي من القرن الرابع الهجري إلى اليوم ، خاصة شعر الدراويش ، وأن ترى اليوم درويشاً طويل الشعر يحمل مبخرةً ويمشي في الشارع أو السوق ، قبل الفجر أو بعد