إيران ما زالوا ينتقدونهم بنفس انتقاداته المنسوخة عن المتعصبين لبني جق ! لكن المتأمل في تاريخ إيران والعالم الإسلامي لا تصرفه هذه المقولات عن واقع الموجة الشيعية الجديدة الزاخرة التي ملأت آفاق الأمة وأذهانها لأكثر من قرنين ، واتخذت أخيراً شكل مراسيم سلطانية بتبني مذهب أهل البيت عليهم السلام وكتب المرجعان الشيعيان العبقريان لها كتباً انحنت لها هامات العلماء ودوخت أذهانهم ، وكانت عاصمة هذا الموجة وسلطانها وعلماءها ، في جوار أردبيل مركز الشيخ صفي الدين ! إن الحركة الصفوية نتيجة طبيعية لتلك الموجة المباركة ، في نشأتها وهدفها على السواء ، والذين يريدون أن يفصلوها عن تأثير نصير الدين والعلامة لم يطلعوا على التاريخ ، ولا فكروا في منطق الأحدث ، حتى أنهم نسوا أن أردبيل جارة السلطانية ، عاصمة هذه الموجة وفوارتها . الشيخ صفي الدين التقى بالعلامة الحلي سألني بعض الأصدقاء عما أكتب فعلاً ؟ فقلت أكتب في كيفية رد نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي لموجة الغزو المغولي ، وذكرتُ أني وجدتُ جديداً في امتداد موجة التشيع التي أحدثها نصير الدين والعلامة إلى الحركة الصفوية ، وأن العلامة قد التقى بالشيخ صفي الأردبيلي جد الصفويين ! فقال الباحث المؤرخ الشيخ رسول جعفريان : الشيخ صفي كان شافعياً ، قال ذلك صاحب نزهة الخواطر ، فأجابه آية الله الميلاني : هذا مثل قول السبكي إن الشيخ الطوسي كان شافعياً ! فقال الشيخ رسول : لعله سني اثنا عشري ! فقال السيد الميلاني : ما هذا التعبير ؟ ! لا يوجد عندنا ( سني إثنا عشري ) غاية الأمر أن يكون سنياً يحترم الأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، فهو سني وليس شيعياً ، فإذا