المرتد ، فقال ابن جماعة : على مذهبي يجب حبسك سنة في استتابتك ، أما الحبس فقد حبستك ولكن تب إلى الله واستغفر حتى أحكم باسلامك ، فقال : ما فعلت ما يوجب الاستغفار حتى أستغفر ، خوفاً من أن يستغفر فيثبت على الذنب ، فاستغلظه ابن جماعة وأكد عليه ، فأبى عن الاستغفار فسارَّه ساعة ، ثم قال : قد استغفرت فثبت عليك الحق ! ثم قال المالكي : قد استغفر والآن ما عاد الحكم إلي ! غدراً وعناداً لأهل البيت عليهم السلام ، ثم قال : عاد الحكم إلى المالكي ، فقام المالكي لعنه الله وتوضأ وصلى ركعتين ، ثم قال : حكمت بإهراق دمه فاكسوه اللباس ففعل به ما قدمناه من القتل والصلب والرجم والإحراق ! لعنهم الله جميعاً ، الفاعل والراضي والأمر ومن تعصب ، وساعد في إحراقه رجل يقال له محمد الترمذي لعنه الله ، مع أنه ليس من أهل العلم ، وإنما كان تاجراً فاجراً ) . انتهى . وقد أجاب الشهيد قدس سرّه على رسالة علي بن مؤيد بكتاب اللمعة الدمشقية وهي متن فقهي شامل . وقد شرحها بعده الشهيد الثاني الشيخ زين الدين الجبعي ، الذي استشهد بيد العثمانيين ورثة المماليك بنفس التهم الفارغة التي قتل بها الشهيد الأول وسميا بالشهيد الأول والثاني تمييزاً لهما . فاعجب لمن كتبت له اللمعة وقد قُتل بيد المغول ومن ألفها وقد قُتل بيد المماليك ، ومن شرحها وقد قُتل بيد العثمانيين ! قال الشهيد الأول قدس سرّه في مقدمة اللمعة ، بعد الحمد والصلاة : ( أما بعد ، فهذه اللمعة الدمشقية في فقه الإمامية إجابة لالتماس بعض الديانين وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وهي مبنية على كتب ) . انتهى . وقال السيد الخوئي قدس سرّه في معجم رجال الحديث : 18 / 286 : ( وقال الشهيد الثاني قدس سرّه في شرحها : أي المطيعين لله في أمره ونهيه ، وهذا البعض هو شمس الدين محمد الآوي ، من أصحاب السلطان علي بن مؤيد ، ملك خراسان وما والاها في ذلك الوقت إلى أن استولى على بلاده تيمورلنك ، فصار معه قسراً إلى أن توفي في حدود سنة خمس وتسعين وسبع مائة ، بعد أن استشهد المصنف قدس الله نفسه بتسع سنين ،