ويقتلون فيه قتلاً ذريعاً ) . انتهى . أقول : كلام تيمور يشبه كلام معاوية في تبنيه لمذهب الجبرية القدرية ، ونسبة أعماله إلى الله تعالى ، يقول بذلك للناس إن تسلطه من فعل الله تعالى فهو خليفة الله في أرضه ، وأعماله كلها ليست منه بل من الله تعالى ، فلا يجوز الاعتراض عليها ! إن هؤلاء الجبابرة يتناسون عن عمد قاعدة مسؤولية الإنسان عن عمله ، وينسبون أعمالهم إلى الله تعالى افتراءٌ عليه عز وجل وسيحاسبهم عليه ، كما قال تعالى : وَإذا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) ! ! ( لأعراف : 28 ) وكذلك افتراؤهم على الله تعالى وجعلهم قدرتهم على الشر التي امتحنهم الله بها ، نعمةً ومنَّةٌ خصهم الله بها دون الناس لكرامتهم عليه ! فسيحاسبهم الله عليه ! وكأن تيموراً ومعاوية لم يقرآ قوله تعالى : وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنفسهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . وكأن تيموراً الذي هو شيعي نظرياً ، لم يقرأ قول أمير المؤمنين عليه السلام عن أمثاله : ( كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول : تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأرض وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . بلى والله لقد سمعوها ووعوها ، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها ) . ( نهج البلاغة : 1 / 36 ) .