responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 324


حُمَّى أورثته كرباً وغماً ، وكانت سماء النزال ذات حبك واحتباك ، ورماح القتال في التواء واشتباك ، فأراد أن يطالع أحوالهم ويشاهد أفعالهم ، وأفرطت شهوته في ذلك إلى العيمة ، فقال إحملوني إلى باب الخيمة ، فدخل ذانك الرجلان تحت إبطيه ، وأوقفاه بباب الخيمة وأنا بين يديه ، فجعل يشاهد حربهم ويتميز طعنهم وضربهم ، ثم أراد أن يأمرهم بشئ فقال لي : يا محمود إليَّ ، فأسرعت إلى يده ودخلت تحت عضده ، فأرسل أحد الرجلين إلى عسكره يأمرهم بما عنَّ له من عجره وبجره ، فكأنه لم يبرئ عليلاً ولم يرو غليلاً ، فقال لنا : دعاني وعلى الأرض ضعاني ، فوضعناه فسقط كأنه رمة بالية أو لحمة على بارية ، ثم أرسل ذلك الرجل الآخر إليهم ، وأمرهم بما اقتضته آراؤه وأكد عليهم ، فبقيت أنا وهو وحدنا ، ولم يبق أحد عندنا ، فقال لي : يا مولانا محمود أنظر إلى ضعف بنيتي وقلة حيلتي ، لا يد لي تقبض ولا رجل تركض ، لو رماني الناس هلكت ولو تركوني وحالي ارتبكت ، لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً ولا أجلب خيراً ولا أدفع شراً ، ثم تأمل كيف سخر الله تعالى لي العباد ويسر لي فتح مغلقات البلاد ، وملأ برعبي الخافقين ، وأطار هيبتي في المغربين والمشرقين ، وأذل لي الملوك والجبابرة ، وأهان بين يدي كل الأكاسرة والقياصرة ! وهل هذه الأفعال إلا أفعاله ، وهذه الأعمال إلا أعماله ، ومن هو أنا غير سطيح ذي فاقة ، لا باب لي في الدخول إلى هذه الأفعال ، ولا طاقة ! ثم بكى وأبكاني حتى ملأت بالدموع أرداني ) !
وقال في المنهل الصافي / 650 : ( حدثني العلامة شهاب الدين أحمد ابن عبد الله بن عرب شاه من لفظه ، ومن خطه نقلت عن مولانا محمود الخوارزمي المعروف بالمحرق أنه حكى له عن تيمور أنه قال في مجلس خلوه : يا مولانا محمود أنظر إلى ضعفي وقلة حيلتي ولا يدَ لي ولا رجل ، لو رماني أحد لهلكت ولو تركني الناس لارتبكت ، ثم تأمَّل كيف سخر الله لي العباد . . . . فهل هذا إلا منَّةٌ ؟ ثم بكى وأبكى ! قال : وكان مع ذلك قد اشتد به الحمى ، وهو ينظر إلى أصحابه وهم يحاصرون حصناً

324

نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 324
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست