فسلك تيمور غير الطريق ومشى في أرض غير مسلوكة ودخل بلاد ابن عثمان ونزل بأرض مخصبة وسيعة ! فلم يشعر ابن عثمان إلا وقد نهبت بلاده فقامت قيامته وكرَّ راجعاً وقد بلغ منه ومن عسكره التعب مبلغاً أوهن قواهم وكلَّت خيولهم ، ونزل على غير ماء فكادت عساكره أن تهلك ! فلما تدانوا للحرب كان أول بلاء نزل بابن عثمان مخامرة التتار بأسرها عليه ، فضعف بذلك عسكره لأنهم كانوا معظم عسكره ! ثم تلاهم ولده سليمان ورجع عن أبيه عائداً إلى مدينة برصا بباقي عسكره ، فلم يبق مع أبي يزيد إلا نحو خمسة آلاف فارس فثبت بهم حتى أحاطت به عساكر تيمور وصدمهم صدمة هائلة بالسيوف والأطبار حتى أفنوا من التمرية أضعافهم واستمر القتال بينهم من ضحى يوم الأربعاء إلى العصر فكلَّت عساكر ابن عثمان وتكاثروا التمرية عليهم يضربونهم بالسيوف لقلتهم وكثرة التمرية ، فكان الواحد من العثمانية يقاتله العشرة من التمرية ، إلى أن صرع منهم أكثر أبطالهم وأخذ أبو يزيد بن عثمان أسيراً قبضاً باليد ، على نحو ميل من مدينة أنقرة ، في يوم الأربعاء سابع عشرين ذي الحجة سنة أربع وثمانمائة ، بعد أن قتل غالب عسكره بالعطش ، فإن الوقت كان ثامن عشرين أبيب بالقبطي وهو تموز بالرومي ، وصار تيمور يوقف بين يديه في كل يوم ابن عثمان ويسخر منه وينكيه بالكلام ! وجلس تيمور مرة لمعاقرة الخمر مع أصحابه وطلب ابن عثمان طلباً مزعجاً فحضر وهو يرسف في قيوده وهو يرجف ، فأجلسه بين يديه وأخذ يحادثه ، ثم وقف تيمور وسقاه من يد جواريه اللائي أسرهن تيمور ، ثم أعاده إلى محبسه ! ثم قدم على تيمور إسفنديار أحد ملوك الروم بتقادم جليلة فقبلها وأكرمه ورده إلى مملكته بقسطمونية ! هذا وعساكر تيمور تفعل في بلاد الروم وأهلها تلك الأفعال المقدم ذكرها ) . انتهى . وفي تاريخ الدولة العثمانية لمحمد فريد / 146 : ( فأغار تيمور بجيوشه الجرارة على بلاد آسيا الصغرى وافتتح مدينة سيواس بأرمينيا وأخذ ابن السلطان بايزيد المدعو