responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 310


فتتبعوا ذلك وأخرجوه له ، حتى لم يبق بها من السلاح شئ !
فلما فرغ ذلك كله قبض على ابن مفلح ورفقته ! وألزمهم أن يكتبوا له جميع خطط دمشق وحاراتها وسككها ، فكتبوا ذلك ودفعوه إليه ، ففرقه على أمرائه وقسم البلد بينهم ، فساروا إليها بمماليكهم وحواشيهم ، ونزل كل أمير في قسمه وطلب من فيه وطالبهم بالأموال ! فحينئذ حلَّ بأهل دمشق من البلاء ما لا يوصف ! وجرى عليهم أنواع العذاب من الضرب والعصر والإحراق بالنار والتعليق منكوساً رغم الأنف بخرقة فيها تراب ناعم ، كلما تنفس دخل في أنفه حتى تكاد نفسه تزهق !
فكان الرجل إذا أشرف على الهلاك يخلي عنه حتى يستريح ، ثم تعاد عليه العقوبة أنواعاً فكان المعاقب يحسد رفيقه الذي هلك تحت العقوبة على الموت ! ويقول ليتني أموت وأستريح مما أنا فيه . . . كانوا يأخذون الرجل فتُشد رأسه بحبل ويلويه حتى يغوص في رأسه ! ومنهم من كان يضع الحبل بكتفي الرجل ويلويه بعصاه حتى تنخلع الكتفان ! ومنهم من كان يربط إبهام يدي المعذب من وراء ظهره ثم يلقيه على ظهره ويذر في منخريه الرماد مسحوقاً ، فيقر على ما عنده شيئاً بعد شئ حتى إذا فرغ ما عنده لا يصدقه صاحبه على ذلك ، فلا يزال يكرر عليه العذاب حتى يموت ! ويعاقب ميتاً مخافة أن يتماوت ! ومنهم من كان يعلق المعذب بإبهام يديه في سقف الدار ويشعل النار تحته ، ويطول تعليقه ! فربما يسقط فيها فيسحب من النار ويلقوه على الأرض حتى يفيق ، ثم يعلقه ثانياً ! واستمر هذا البلاء والعذاب بأهل دمشق تسعة عشر يوما آخرها يوم الثلاثاء ثامن عشرين شهر رجب من سنة ثلاث وثمانمائة فهلك في هذه المدة بدمشق بالعقوبة والجوع خلق لا يعلم عددهم إلا الله تعالى !
فلما علمت أمراء تيمور أنه لم يبق بالمدينة شئ خرجوا إلى تيمور فسألهم : هل بقي لكم تعلق في دمشق ؟ فقالوا : لا ، فأنعم عند ذلك بمدينة دمشق على أتباع الأمراء فدخلوها يوم الأربعاء آخر رجب ومعهم سيوف مسلولة مشهورة وهم مشاة ، فنهبوا ما قدروا عليه من آلات الدور وغيرها ، وسبوا نساء دمشق بأجمعهن وساقوا

310

نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست