responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 300


وقد جعل على كل فيل برجاً فيه عدة من المقاتلة ، وقد ألبست تلك الفيلة العدد والبركستوانات وعلق عليها من الأجراس والقلاقل ما يهول صوته ليجفل بذلك خيول الجغتاي ، وشدوا في خراطيمها عدة من السيوف المرهفة ، وسارت عساكر الهند من وراء الفيلة لتنفر هذه الفيلة خيول التمرية بما عليها ، فكادهم تيمور وحسب حسابهم بأن عمل آلافاً من الشوكات الحديد مثلثة الأطراف ونثرها في مجالات الفيلة وجعل على خمسمائة جمل أحمال قصب محشوة بالفتائل المغموسة بالدهن ، وقدمها أمام عسكره ، فلما تراءى الجمعان وزحف الفريقان للحرب أضرم تيمور في تلك الأحمال النار وساقها على الفيلة فركضت تلك الأباعر من شدة حرارة النار ، ثم نخسها سواقوها من خلف هذا ، وقد كمن تيمور كميناً من عسكره ثم زحف بعساكره قليلاً قليلاً وقت السحر ، فعندما تناوش القوم للقتال لوى تيمور رأس فرسه راجعاً يوهم القوم أنه قد انهزم منهم ، ويكفُّ عن طريق الفيلة كأن خيوله قد جفلت منها ، وقصد المواضع التي نثر فيها تلك الشوكات الحديد التي صنعها ، فمشت حيلته على الهنود ومشوا بالفيلة وهم يسوقونها خلفه أشد السوق ، حتى داست على تلك الشوكات الحديد ، فلما وطئتها نكصت على أعقابها ! ثم التفَّ تيمور بعساكره عليها بتلك الجمال وقد عظم لهيبها على ظهورها وتطاير شررها في تلك الآفاق وشنع زعاقها من شدة النخس في أدبارها ، فلما رأت الفيلة ذلك جفلت وكرت راجعة على العسكر الهندي ، فأحست بخشونة الشوكات التي طرحها تيمور في طريقها فبركت وصارت في الطريق كالجبال مطروحة على الأرض ، لا تستطيع الحركة وسالت أنهار من دمائها ! فخرج عند ذلك الكمين من عسكر تيمور من جنبي عسكر الهنود ثم حطم تيمور بمن معه ، فتراجعت الهنود وتراموا بالسهام ، ثم إنهم تضايقوا ، وتقاتلوا بالرماح ، ثم بالسيوف والأطبار ، وصبر كل من الفريقين زماناً طويلاً إلى أن كانت الكسرة على الهنود بعد ما قتل أعيانهم وأبطالهم وانهزم باقيهم ، بعد أن ملوا من القتال ! فركب تيمور أقفيتهم حتى نزل على مدينة دلي وحصرها مدة حتى أخذها

300

نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 300
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست