عندهم ، وعن القيم العميقة التي ينشؤون عليها في عوائلهم ومجتمعهم ، وهي المادية والعنف والغرور القومي ! ولهذا لم يتحسن سلوكهم وتصرفهم بدخولهم في الإسلام إلا قليلاً ، ومن الأدلة على ذلك الجيل الثالث من المغول الذين كانوا في تركيا وكانت تسمى ( بلاد الروم ) فقد كانوا أكثر من ثلاثين ألفاً وولدوا هناك ، والمفروض أنهم مسلمون ولهم مساجد وقضاة ! بل المفروض على رواية أتباع الخلافة أنهم أسلموا مع بركة خان المغولي لأنهم من جنوده وقد غزا تركيا سنة 641 ، أي قبل غزو هولاكو لبغداد ببضع عشرة سنة ! ثم عززهم هولاكو وأحفاده قازان وخدابنده وبو سعيد . فعندما أراد تيمور لنك أن يحتل تركيا كاتَبَهم ليساعدوه فلم يقبلوا ، ولما انتصر تيمور على الأتراك في أنقرة وأخذ سلطانهم با يزيد أسيراً ، كان من نصائح بايزيد لتيمور : ( لا تترك التتار بهذه الديار فإنهم مواد للفسق والفساد ، فلا تهمل أمرهم ولا تأمن مكرهم ، فخيرهم لا يعدل شرهم ، ولا تذر على أرض الروم منهم دياراً ، فإنك إن تذرهم يملؤوها من قبائلهم ناراً ويجروا من دموع رعاياها ودمائهم بحاراً وهم على المسلمين وبلادهم أضر من النصارى ) ! ( عجائب المقدور لابن عربشاه / 146 ) . ( وأخذ التتار كالمأسورين ووعدهم بإصلاح أمورهم ثم حملهم معه إلى بلاده عملاً بنصيحة بايزيد ، وفرقهم في البلاد ، فبعث طائفة منهم إلى كاشغر وأخرى إلى جزيرة أسى كول بجوار المغول ، وضم باقيهم إلى أرغون شاه وجهزه إلى ثغور الدشت وحدود خوارزم ) . ( أعيان الشيعة : 3 / 668 ) . وهذه الشهادة من بايزيد التي قبلها تيمور ، تدل على سوء سلوك القواعد العسكرية المغولية في تركيا ، وقد أيدتها مصادر التاريخ . نعم لا بد أن نستثني