المفترون ( يقصد في مدح أهل البيت عليهم السلام ) ويبطل الشرائع المعلومة من دين الإسلام ويعوض عنها بالبدع المضلة ، ويتوسل بذلك من يتوسل إلى إظهار دين الملاحدة الذين يبطنون مذهب الفلاسفة ويتظاهرون بدين الإسلام ، وهم أكفر من اليهود والنصارى ، إلى غير ذلك من مقاصد أهل الجهل والظلم الكائدين للإسلام وأهله ، لم يحلَّ للمفتي أن يفتي بما يجرُّ إلى هذه المفاسد . وإذا كان ذكر الخلفاء الراشدين هو الذي يحصل به المقاصد المأمور بها عند مثل هذه الأحوال ، كان هذا مما يؤمر به في مثل هذه الأحوال وإن لم يكن من الواجبات التي تجب مطلقاً ، ولا من السنن التي يحافظ عليها في كل زمان ومكان ) . انتهى . فقد اعترف ابن تيمية بأن بعض فقهاء مذاهب الخلافة أفتوا بصحة مرسوم السلطان بحذف ذكر أبي بكر وعمر من خطبة الجمعة ، لأنه لا يوجد دليل على تشريع ذكرهما فيها ! لكن ابن تيمية رد فتواهم وأفتى بأن ذكر أبي بكر وعمر في خطبة الجمعة واجب وإن لم يكن فيه تشريع ! وذلك لأجل حفظ دين الحكومات ومذاهبها والذي من أصوله العداء لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم ! ! ( راجع نقد السيد الميلاني لاستدل ابن تيمية على مشروعية بدعتهم ، في شرح منهاج الكرامة : 1 / 316 ) . وختاماً ، تدل النكتة التالية على مبالغتهم في فرض الصحابة والشيخين على عوام المسلمين ! رواها منهم أبو حيان في البصائر والذخائر / 712 ، قال : ( قال بعض المغفلين وقد جرى ذكر الصحابة : أنا لا أعرف إلا الشيخين : الله والنبي ) !