إن دخول اليمن في أواخر حياة النبي صلى الله عليه و آله في الأمة وبطريقة فيها إعجاز كان مقصوداً إلهياً لإغناء مخزون الأمة ، فلا ننسَ أن ثقل الفتوحات الإسلامية قام على أكتاف اليمانيين . وكذلك كان دخول الشعوب المحيطة في الجزيرة في الإسلام مقصوداً إلهياً أخبر به رسول الله صلى الله عليه و آله وبشَّر به من أول بعثته ، فوعد أمته بلاد كسرى وقيصر ، ثم دفع الأمة باتجاهه بحيث يجد الحاكم بعده نفسه مجبراً على مد الإسلام إلى محيط الجزيرة ، ولهذا فرضت الفتوحات نفسها على أبي بكر وعمر رغم مخالفتهما لها ! وهذا موضوع مهم لسنا في صدد بحثه ، بل نحن بصدد بيان المخطط الإلهي لبقاء الإسلام وتجديد الطاقة والدم في الأمة بمخزون العترة النبوية ومأساتها ! فلولا وجود أهل البيت عليهم السلام لفرضت القبائل القرشية خلافتها بدون معارض ، أو بمعارض من الأنصار لا يملك بديلاً فكرياً ولا عملياً ، ولَسَارَ التاريخ بمسار آخر ، في منطقة جغرافية أقل ، وبعقلية إدارية شبيهة بتقاسم قبائل قريش للرفادة والسقاية والحجابة وراية الدفاع عن حقوق القبيلة ! ولَمَا عرفت الأمة البديل الكامل لمذاهب الخلافة ، في العقيدة والشريعة ، ولما عرفت الإجتهاد ودور العقل ، والانفتاح على العلوم . . ولولا عليٍّ وبقية العترة النبوية عليهم السلام لَمَا ظهرت حقيقة زعماء قريش وفرضهم على تاريخ الأمة قانون الغلبة والتسلط والإجبار ، ومصادرة حريات الآخرين وقتلهم ! ولَمَا وجد مشروع إعادة العهد النبوي واستنقاذ الأمة من مخالب بني أمية ! ولَمَا كانت ثورة الإيرانيين على ظلم بني أمية وتقديمهم قيادة الثورة على طبق من الدماء إلى العباسيين . ولولا العترة النبوية الطاهرة عليهم السلام ، لَمَا كانت مأساتهم وإقصاؤهم عن الحكم ،