الأحداث عند هؤلاء الذين تسمونهم المتعصبين ، لكن ألا ترون أن أفكارهم المتعصبة هي المسيطرة أو المتبناة في عامة البلاد ؟ ! فلو أن إمام مسجد صغير في مصر ، وهي ألْيَنُ البلاد السنية وأكثرها مرونةً ، قال أنا لا أعتقد بإمامة أبي بكر وعمر ورأيي فيهما سلبي ، فماذا سيكون موقف الناس منه ثم موقف السلطة ! سيفتحون عليه قضية في المحكمة أنه عدو لصحابة النبي صلى الله عليه و آله ، وعدو لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه و آله ولقرآنه ودينه ! فهل هذا إلا الإكراه الفكري ؟ ! أليس معناه أولاً : أن حزب أبي بكر وعمر لهم الحق في السيطرة على عقلك وقلبك ، فهم لذلك يُصدرون لك الأمر أن تجعل في فكرك وشعورك عقيدة ولاية أبي بكر وعمر ، وأنهما إمامان بعد النبي صلى الله عليه و آله . تسألهم : أنا بشرٌ مثلكم ، فلماذا تصادرون حريتي في أن أفكر وأعتقد ما يصل إليه فكري ويقتنع به شعوري ، فمن أعطاكم هذا الحق والولاية عليَّ ؟ فيقولون لك : الله أعطانا ذلك ! تقول لهم : ثم كيف تطلبون مني أمراً غير مقدور ، فالقناعة الفكرية والحب القلبي ليس أمراً اختيارياً ! فيقولون : لا ، نحن نأمرك أن تقنع نفسك وقلبك ! أليس معناه ثانياً : أنهم حزبُ ( من لم يكن معنا فهو علينا ومن كان علينا يقتل ) ! وهو نفس منطق الذين هاجموا بيت علي وفاطمة عليهما السلام يوم وفاة النبي صلى الله عليه و آله وقالوا : من لم يبايع أبا بكر فحكمه أن نحرق عليه بيته ! ومعناه ثالثاً : أن الله تعالى فَوَّض أبا بكر وعمر أن يفرضا على هذه الأمة بعد نبيها رأيهما ، ويحرِّما عليها الرأي الآخر تحت طائلة العقوبة بالقتل ، ولهذا كان حكم أهل البيت عليهم السلام والسبعين صحابياً الذين امتنعوا عن بيعة أبي بكر القتل أو الحرق ! وهذا ما لم يفوضه لنبي ولا لصحابة نبي طوال التاريخ !