جعفر بن سعيد وقال : من أعلم هؤلاء الجماعة ؟ فقال له : كلهم فاضلون علماء إن كان واحد منهم مبرَّزاً في فن كان الآخر مبرزاً في فن آخر ، فقال : من أعلمهم بالأصولين ؟ فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن المطهر وإلى الفقيه مفيد الدين بن محمد بن جهيم فقال : هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأصول الفقه ) ( مجمع الفائدة : 1 / 17 ، وطرائف المقال : 2 / 242 ) . ويؤيده رواية ابن كثير أن المحقق الطوسي زار العراق سنة 662 ، قال في النهاية : 13 / 281 : ( وفيها ( سنة 662 ) قدم نصير الدين الطوسي إلى بغداد من جهة هولاكو فنظر في الأوقاف وأحوال البلد . . . ) . انتهى . فيكون عمر العلامة الحلي يومذاك خمس عشرة سنة ويكون وصف المحقق الطوسي له بأنه ( عالمٌ إذا جاهد فاق ) شهادةً بنبوغه المبكر ، وأنه كان على صغر سنه ثاني شخصية جذبت نظره بعد خاله المحقق الحلي قدس سرّه . وانفرد الحر العاملي رحمه الله بقوله إن الطوسي درس الفقه على العلامة ! قال في أمل الآمل : 2 / 81 : ( الشيخ العلامة جمال الدين أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي . فاضل عالم علامة العلماء ، محقق مدقق ثقة ثقة فقيه محدث متكلم ماهر ، جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة ، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليات والنقليات ، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى . قرأ على المحقق الحلي والمحقق الطوسي في الكلام وغيره من العقليات ، وقرأ عليه في الفقه المحقق الطوسي . وقرأ العلامة أيضاً على جماعة كثيرين جداً من العامة والخاصة ) . انتهى . ولم يذكر الحر العاملي مصدره ، ولو صح فمعناه أن المحقق الطوسي كان يذاكر العلامة في بعض مسائل الفقه ، لأن أكثر شغله في سنواته الأخيرة كان في الفلك والرياضيات وغيرها . أما دراسة العلامة على المحقق الطوسي فكانت في أواخر حياته عندما ترك مراغة وسكن في بغداد ، ويدل عليه قول العلامة قدس سرّه في إجازته لبني زهرة : ( فمن ذلك جميع ما صنفه والدي سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر