والكاظمية وحفر الأنهار والترع . وهو الذي شجع حركة التأليف والمؤلفين وأجزل العطاء والبذل لهم . ومن هذه الناحية نجد جملة من أمهات الأسفار والمصنفات في شتى الموضوعات العلمية والأدبية والتاريخية مهداة لخزانته أو خزائن أهله وذويه . وفي الواسع أن نقول : إن الجويني بز جميع من حكموا في عهد المغول في بعث حركة إنشائية كبيرة شملت العراق وارس وآذربيجان . واستمر عطا ملك في منصبه طوال حكم هولاكو إلى أن توفي هذا سنة 663 وحل محله ابنه آبقا فظل عطا ملك في عهده مستقلاً بحكم بغداد وسائر العراق وكان مهتماً كما قلنا بتعمير البلاد وصالح العباد ، فخفف من الضرائب التي كانت تجبى من الفلاحين والدهاقين ، وأجرى القنوات وأنشأ القرى وشق نهراً من الفرات إلى الكوفة والنجف ، وكلفه ذلك قرابة مئة ألف دينار ذهباً ، وأسس على ضفافه مئة وخمسين قرية ، فعمرت الأراضي القاحلة واخضوضرت ، كما بنى رباطاً قرب مشهد أمير المؤمنين عليه السلام في النجف . ولم تمض مدة وجيزة على سقوط بغداد بيد المغول حتى عادت إلى وجهها المشرق واطمأن الناس فعادوا إلى أعمالهم وزراعاتهم ، فتضاعفت عائدات بغداد . حتى ليقول ابن شاكر الكتبي في كتابه : فوات الوفيات : 2 / 75 : كانت بغداد أيام علاء الدين عطا ملك أجود مما كانت عليه أيام الخليفة . كما قال اليونيني في ذيل مرآة الزمان : 4 / 224 ، عن عطا ملك : كانت سيرته من أحسن السير وأعدلها بالرعية . واستمر حكمه في بغداد ما يقرب من أربع وعشرين سنة ، ست منها في عهد هولاكو وسبع عشرة سنة في عهد أباقا إلى سنة 680 ، والسنة الأخيرة كانت في عهد تكودار . ويقول الشبيبي في الجزء الثاني من كتابه ابن الفوطي : وفي سيرة علاء الدين الجويني كل ما بدل على التنكر للوثنيين الطغاة من حكام المغول ، وإعادة الأمم الإسلامية المغلوبة على أمرها في الشرق إلى العيش في ظل راية إسلامية ، ولو كان هؤلاء المسلمون من الشعوب المغولية ) . ( الإسماعيليون والمغول للسيد حسن الأمين / 285 )