فاجتمع في العيد الصاحب شمس الدين وعلاء الدين ببغداد ، فأحصيت الجوائز والصلات التي فرقها فكانت أكثر من ألف جائزة . وكان الرجل الفاضل إذا صنف كتاباً ونسبه إليهما تكون جائزته ألف دينار ، وقد صنف شمس الدين محمد بن الصيقل الجزري خمسين مقامة ، وقدمها فأعطي ألف دينار . وكان لهما إحسان إلى العلماء والصلحاء ، وفيهما إسلام ، ولهما نظر في العلوم الأدبية والعقلية . وفي وقتنا هذا الإمام المؤرخ العلامة أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد ابن الفوطي مؤرخ عصره ، وقد أورد في تاريخه الذي على الألقاب ترجمة علاء الدين مستوفاة : هو الصدر المعظم الصاحب علاء الدين أبو المظفر عطا ملك ابن الصاحب بهاء الدين محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن أيوب بن الفضل بن الربيع الجويني ، أخو الوزير شمس الدين . قرأت بخط الفوطي : كان جليل الشأن تأدب بخراسان وكتب بين يدي والده وتنقل في المناصب إلى أن ولي العراق بعد قتل عماد الدين الدويني فاستوطنها وعمر النواحي وسد البثوق ، ورفد الأموال وساق الماء من الفرات إلى النجف وعمل رباطاً بالمشهد . ولم يزل مطاع الأمور رفيع القدر إلى أن بلي بمجد الملك في آخر أيام أباقا بن هولاكو . وكان موعوداً من السلطان أحمد أن يعيده إلى العراق فحالت المنية دون الأمنية ، وسقط عن فرسه فمات ونقل إلى تبريز فدفن بها ( ربما لأنها عاصمة المغول ) . وله رسائل ونظم ، كتب منشوراً بولاية كتابة التاريخ بعد شيخنا تاج الدين علي بن أنجب . ( يقصد مشروع كتابة التاريخ المسمى : جهان كشا ) وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، ومدة ولايته على بغداد إحدى وعشرون سنة وعشرة أشهر . وقرأت بخطة وفاة علاء الدين في رابع ذي الحجة سنة 681 ) . أقول : لاحظ أن أبغا الولد الوارث لهولاكو طاغية اليهود الأكبر ، الذي دخل قبل بضع عشرة سنة قائداً في جيش أبيه فقتل في بغداد من قتل ودمر ما دمر ، كيف يزور بغداد ويعتز بسياسة نائبه الجويني في الإعمار والثقافة ، ويحضر