في أجزاء الرياض والهندسة وعلم الرصد كاتباً مصوراً وكان أحسن الخلائق خلقاً ) . جعل من خادمه عبد الرزاق ، ابن الفوطي وشيخَ الذهبي عندما سقطت بغداد ودخلها المغول ، وعاثوا فيها نهباً وقتلاً وتدميراً ، أخذوا فيما أخذوا طفلاً في نحو العاشرة من عمره هو عبد الرزاق بن الفوطي . وفي سنة 660 رآه نصير الدين الطوسي قدس سرّه في مراغة فتوسم فيه النبوغ فخلصه من عبودية المغول واتخذه تلميذاً ومساعداً ، ثم جعله أميناً على مكتبة المرصد فصار خبيراً بالكتب ومؤلفيها ، ثم أخذه محمد الجويني وزير هولاكو ووظفه عنده . وعندما نصب هولاكو ابنه علاء الدين الجويني ( عطا الملك ) حاكماً على العراق ، أعاد ابن الفوطي معه إلى بغداد سنة 679 ، وجعله أميناً على مكتبة المستنصرية ويسَّر له عطا ملك الجويني حياته فكان لابن الفوطي دورٌ ثقافي واسع ومتنوع حتى بلغت مؤلفاته مئة مجلد . وقد كتب في شخصيته مؤرخان معاصران هما الدكتور محمد رضا الشبيبي في محاضرة موسعة سماها مؤرخ العراق ابن الفوطي ، والدكتور مصطفى جواد ، بنفس العنوان . ( مجلة المجمع العلمي العراقي : 6 / 1378 ) . وقد عده الحنابلة منهم فقال ابن العماد في شذرات الذهب : 3 / 60 : ( وفيها ( سنة 723 ) مؤرخ الآفاق العالم المتكلم كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي المعالي محمد بن محمود بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي الفضل بن العباس بن عبد الله بن معن بن زائدة الشيباني المروزي الأصل ، البغدادي الإخباري الكاتب المؤرخ الحنبلي ابن الصابوني ، ويعرف بابن الفوطي ، محركاً نسبة إلى بيع الفوط وكان الفوطي المنسوب إليه جده لأمه ، ولد في سابع عشر محرم سنة اثنتين وأربعين وستمائة بدار الخلافة من بغداد وسمع بها من الصاحب محي الدين بن الجوزي ثم أسر في واقعة بغداد وخلصه النصير الطوسي الفيلسوف ) . وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ : 4 / 1493 : ( ابن الفوطي العالم البارع المتفنن المحدث المفيد ، مؤرخ الآفاق ، مفخر أهل العراق . . . الفوطي نسبة إلى جد أبيه لأمه ،