ودخولاً ( بلا مقاومة ) فجرى من القتل الذريع والنهب العظيم والتمثيل البليغ ما يعظم سماعه جملة ، فما الظن بتفاصيله : وكان ما كان مما لستُ أذكره فظُنَّ ظناً ولا تسأل عن الخبرِ ! وأمر السلطان بخروج الخليفة وولده ونسائه إليه ، فخرجوا فحضر الخليفة بين يدي الدركاه ، فيقال إنه عوتب ووُبِّخ بما معناه نسبة العجز والتفريط والغفول إليه ! ثم أُوصل إلى اليأس هو وولداه الأكبر والأوسط ، وأما بناته فأُسرن ، ثم استشهد المستعصم في رابع صفر سنة ست وخمسين وستمائة ) . وقال العصامي في سمت النجوم / 1212 : ( وفي رواية : أن خروج الخليفة المستعصم إليه كان قبل وقوع شئ من القتال ) . انتهى . وهو المنسجم مع انهيار الناس عامة ، وانهيار الخليفة وبطانته المترفة بشكل خاص ! 11 - أخفوا أدوار بطانة الخليفة شركاء قائد الجيش ! تغاضى ابن تيمية والذهبي وبقية أعداء الشيعة عن كل ما ارتكبه الخليفة ( المستعصم بلهوه ) وقائد جيشه الدويدار وسلاطين البلاد ! والسبب أنه متعصب ضد الشيعة مثله ، ولعل الدويدار شركسي كالذهبي فأخذته له عصبة الدم ! فالذهبي هو ابن قايماز المصري التركماني ، ولم أجد نصاً في الدويدار ، لكن وجدت في الدويدار المصري أنه : ( قدم به خواجا محمود من بلاد الجاركس في جملة مماليك إلى ثغر الإسكندرية ) . ( المنهل الصافي لابن تغري الشركسي / 839 ) . كما غيَّبوا أدوار بقية بطانة الخليفة ( الكبار ) وكلهم سنة متعصبون مثلهم ، وأعداءٌ للشيعة وللوزير ابن العلقمي رحمه الله ! ومنهم أحمد بن الخليفة ، الذي كان بطل مجزرة الكرخ حيث قاد جيش الخلافة مع الدويدار وهاجموا أحياء الشيعة في بغداد ( فنهبوا الكرخ ، وهتكوا النساء ، وركبوا منهن الفواحش ) ! ( أبو الفداء / 833 ، وعقد الجمان للعيني / 79 ) . وهما اللذان قاما بحركة انقلاب وأرادا قتل الخليفة ليأخذ الخلافة أحمد : ( فهاشت