ليعطوه ميزانيته ! ( لتبرز إليه الأموال ليجند بها العساكر فيقتطع منها لنفسه ) ! ( ابن الطقطقي / 231 ) . وقد شهد ابن الطقطقي المعاصر لهم بنزاهة ابن العلقمي وبراءته ، قال في الآداب السلطانية / 233 : ( وكان مؤيد الدين الوزير عفيفاً عن أموال الديوان وأموال الرعية متنزهاً مترفعاً . قيل إن بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار ، فلما وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة ، وقال : إن صاحب الموصل قد أهدى لي هذا واستحييت منه أن أرده إليه ، وقد حملته وأنا أسأل قبوله فَقَبل . ثم إنه أهدى إلى بدر الدين عوض هديته شيئاً من لطائف بغداد قيمته اثنا عشر ألف دينار ، والتمس منه ألا يهدي إليه شيئاً بعد ذلك ! وكان خواص الخليفة جميعهم يكرهونه ويحسدونه ! وكان الخليفة يعتقد فيه ويحبه وكثروا عليه عنده فكفَّ يده عن أكثر الأمور ونسبه الناس إلى أنه خامر ( تآمر مع هولاكو ) وليس ذلك بصحيح ) . 5 - اعترفوا بأن ابن العلقمي حاول إنقاذ الخلافة فمنعوه ! فعندما أحسوا بقرب وصول حملة المغول استشار الخليفة وزيره ابن العلقمي فأشار عليه أن يرسل إلى طاغيتهم هولاكو هدايا وفيرة ، ويطمئنه بأنه يعترف به سلطاناً كالسلطان البويهي والسلجوقي ، ليعترف هولاكو بالخليفة ولا يهاجم بغداد ! وقد اقتنع الخليفة بهذا الرأي وأمرهم فباشروا بتهيئة الهدايا والرسل ، لكن القائد السني المتعصب الدويدار وبقية البطانة استكثروا الهدية ومنعوا الخليفة من إرسالها فأطاعهم ، وأحبطوا بذلك محاولة إنقاذ الخلافة ! قال ابن العبري في تاريخ مختصر الدول / 240 : ( وفيها في شهر شوال رحل هولاكو عن حدود همذان نحو مدينة بغداد ، وكان في أيام محاصرته قلاع الملاحدة قد سيَّر