كما ضمن الانفتاح العلمي على التطوير والإعمار ، وهو ما يتميز به المذهب الشيعي عن غيره ، فإن نظرة إلى الإعمار والخدمات والتقدم الاقتصادي الذي تحقق للعراق في ظل الحكم الشيعي ، وإحصائية بسيطة لعدد العلماء والمؤلفات في ذلك العهد وما بعده ، تضع يدنا على سعة ما قام به ذلك السلطان الشيعي بل المحقق الطوسي والعلامة الحلي وتلاميذهم ، وما أثمرته مشاريعهم على مدى العالم الإسلامي . 5 - مضمون مرسوم السلطان محمد خدابنده وأبعاده شمل المرسوم السلطان محمد خدابنده بتبني مذهب التشيع : العراق بكامله والخليج واليمن ، وإيران بكاملها ، وما وراء النهر أي بلاد آسيا الوسطى ، وتركيا التي كانت تسمى بلاد الروم . أما وقته فتدل النصوص على أن مرسوم السلطان كان في أول توليه السلطة ، فكان استكمالاً لعمل أخيه السلطان قازان ، فهو المفهوم من قول الشيخ البهائي في توضيح المقاصد / 27 : ( فيه ( شهر شوال ) سنة ثلاث وسبع مائة توفي السلطان محمود غازان ، وكان له ميل تام إلى التشيع ولكنه لم يتمكن من إظهاره ، وإنما أظهر أخوه السلطان محمد شاه خدابنده أنار الله برهانه ) . وفي الذريعة : 3 / 270 : ( وحكى القاضي في مجالس المؤمنين عن تاريخ غازاني هذا سبب استبصار الأخوين السلطان محمود غازان وشاه خدا بنده محمد وإثبات تشيعهما وولائهما لأهل البيت عليهم السلام بنوع يظهر منه ارتضاؤه لطريقتهما ) . وفي مقدمة طبعة مختلف الشيعة : 1 / 111 : ( فتشيع الملك ( قازان ) وبعث إلى البلاد والأقاليم حتى يخطبوا للأئمة الاثني عشر عليهم السلام في الخطبة ويكتبوا أساميهم عليهم السلام