إليها فواجب . فقال المحقق في الحال : بل منها إليها ، فسكت المحقق الطوسي ، ثم ألف المحقق في ذلك رسالة وأرسلها إليه فاستحسنها ، وقد أوردها ابن فهد في المهذب . ( معجم رجال الحديث : 5 / 30 ) . وقال السيد الأمين في أعيان الشيعة : 9 / 418 : ( الاستحباب المذكور مبني على أن الكعبة المعظمة هي قبلة القريب والحرم قبلة البعيد ، والحرم عن يسار الكعبة ثمانية أميال وعن يمينها أربعة أميال فإذا انحرف العراقي إلى جهة يساره لم يخرج عن سمت القبلة لاتساع المسافة فيما يستقبل ، فالانحراف اليسير إلى بعض جهاتها لا يخرج عنها بل يكون منها إليها ) . وقد التقى المحقق الطوسي قدس سرّه في سفره بالعلامة الحلي قدس سرّه وكان في مقتبل عمره فأعجبه نبوغه وتفوقه العلمي ، ولما سئل بعد زيارته عما شاهد في الحلة قال : رأيت خِرِّيتاً ( خبيراً ) ماهراً ، وعالماً إذا جاهد فاق . قصد بقوله خِرِّيتاً المحقق الحلي صاحب الشرائع ، وبالعالم العلامة الحلي . ( أعيان الشيعة : 5 / 396 ) . 2 - دراسة العلامة عند المحقق الطوسي قدس سرّه من المتفق عليه أن العلامة الحلي قدس سرّه ولد في سنة ست مئة وبضع وأربعين ، وقيل ثمان وأربعين ، وكان مجئ المحقق الطوسي مع الطاغية هلاكو سنة 655 فمن الممكن أنه زار الحلة في ذلك الوقت بعد احتلال المغول لبغداد ، وكان عمر العلامة الحلي يومذاك أقل من عشر سنين . لكن الظاهر أن زيارة المحقق الطوسي قدس سرّه للحلة عندما جاء إلى العراق موفداً من هولاكو ليتفقد أوضاعه ، وهو المفهوم من قول العلامة قدس سرّه : ( وكان الشيخ الأعظم خواجة نصير الدين محمد الطوسي قدس سرّه وزير هلاكو خان فأنفذه إلى العراق فحضر الحلة ، فاجتمع عنده فقهاء الحلة . . . فأشار إلى الفقيه نجم الدين