بدر الدين ابن حمويه الجويني . وقال الظهير الكازروني : عاش هولاكو نحو خمسين سنة ، وكان عارفاً بغوامض الأمور وتدبير الملك ، فاق على من تقدمه وكان يحب العلماء ويعظمهم ويشفق على رعيته ويأمر بالإحسان إليهم . قلت : وهل يسع مؤرخاً في وسط بلاد سلطان عادل أو ظالم أو كافر ، إلا أن يثني عليه ويكذب فالله المستعان ، فلو أثني على هولاكو بكل لسان لاعترف المثني بأنه مات على ملة آبائه وبأنه سفك دم ألف ألف أو يزيدون ، فإن كان الله تعالى مع هذا وفقه للإسلام فياسعادته ، لكن حتى يصح ذلك ، والله أعلم ) . انتهى . نلاحظ أن الذهبي تأرجح في موقفه ، لكنه فتح باب احتمال إسلام هولاكو ! والسبب أن الظهير الكازروني مدحه له وأخبره أنه أسلم من أجل امرأة ! لكن الذهبي يريد تأييداً لكلام الكازروني ليحكم بإسلام هولاكو وسعادته ! حيث يغفر الله له جرائمه العريضة وسفكه لدماء مليون مسلم ، بتلفظه بالشهادتين ! وليت الذهبي يعامل من يخالفه في الرأي بهذا اللين الذي به عامل به هولاكو ! 7 - خطة نصير الدين الطوسي قدس سرّه لرد غزو المغول اعتمد المرجع المحقق الطوسي قدس سرّه أسلوباً فريداً في رد الغزو المغولي والنهوض بالأمة ثقافياً وعمرانياً ، هو أسلوب العمل بنفسه على أهم الأصعدة ومع أعلى مراكز القرار ، وفي نفس الوقت العثور على الطاقات القابلة للنبوغ ، وتنميتها وإطلاقها في الأمة في كل المجالات النافعة ومن أي مذهب كانت ! وهذا يشبه عمل الأنبياء والأئمة عليهم السلام ! ولا عجب فمن تأمل عمله قدس سرّه ونمط تفكيره ، لا يستبعد أن يكون موجهاً من خاتم الأئمة صلوات الله عليه . كان رحمه الله يركز نظره على الشخصيات النابغة ، فعندما عاد من زيارته للحلة